عمر سعدا رضي الله عنه لما شكاه اهل العراق ولان من لا يقال فيه اصلح للناس ممن يقال فيه فإن لم يجد بدلا كشف عنه فإن وجده كما يجب امضاه والا عزله قال اصبغ احب الي ان يعزله بالشكاية وان كان مشهورا بالعدالة فلا افضل في زماننا من سعد اذا وجد من يساويه لما فيه من تاديب القضاة وصلاح الناس واذا علمت الشكاية وتظاهرت اوقفه بعد العزل للناس فيرفع من يرفعه ويحقق من يحقق فقد اوقف عمر سعدا فلم يصح عليه شيء من المكروه خرجه البخاري وقال اشهب اذا اشتكى في احكأمه وميله بغير الحق كشف عنه قل شاكوه او كثروا فيبعث إلى رجال من اهل بلده ممن يثق بهم فيسالهم عنه سرا فإن صدقوا قول الشكاة عزله وينظر في اقضيته فيمضي ما وافق الحق ويرد ما خالفه وان قال المسؤولون لم نعلم الا خيرا او هو عدل عندنا اثبته ونفذ اقضيته فما خالف السنة رده وما وافقها امضاه ويحمل على أنه لم يعمل جورا ولكنه اخطا وقد قال عمر رضي الله عنه لما عزل سعدا عن الكوفة بالشكية لا يسابق قوم عزل واليهم فيشكونه الا عزلته وعزل عمر شرحبيل فقال له اعن سخط عزلتني فقال لا ولكني وجدت من هو مثلك في الصلاح وهو اقوى على عملي فلم اريحل لي الا ذلك قال يا امير المؤمنين ان عزلك عيب فاخبر الناس بعذري ففعل عمر قال مطرف واشهب وينبغي للامام ان لا يغفل عن القضاة فإنهم سنام بره وراس سلطانه فلينظر في اقضيتهم وينفذها وينظر في رعيته واحكامها وظلم بعضها لبعض فإن الناس يستن بعضهم بسنة بعض وليس لبعض من الفضل على بعض ما يسع