فإن الشيطان ينتشر إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء رواه مسلم وسبق بيانه في آخر باب الآنية وهذا الذي ذكره البيهقي من إطلاق الكراهة فيه نظر وليس في هذا الحديث الذي استدل به ما يقتضي اطلاق الكراهة في حق المسافرين فالاختيار أنه لا يكره التاسعة والعشرون يسن مساعدة الرفيق وإعانته لقوله صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وهو حديث صحيح مشهور في صحيح مسلم وغيره وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة وعن أبي سعيد قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد معه فذكر من أصناف المال ما ذكره حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل رواه مسلم وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين والثلاثة فما لأحدنا من ظهر يحمله عقبة يعني كعقبة أحدكم فضممت إلي اثنين أو ثلاثة ما لي إلا عقبة إلا كعقبة أحدهم من جملي رواه أبو داود الثلاثون يستحب لكبير الركب أن يسير في آخره وإلا فيتعهد آخره فيحمل المنقطع أو يعينه ولئلا يطمع فيهم ويتعرض اللصوص ونحوهم لحديث ابن عمر في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعن جابر قال كان رسول