الفجر ألم نشرح لك وألم تر قصرت عنه يد كل عدو ولم يجعل لهم عليه سبيلا .
وهذا صحيح مجرب بلا شك .
اه .
( قوله فيسن الجمع فيهما ) أي في ركعتي الصبح .
وقوله بينهن أي بين السور الأربع .
وذلك بأن يقرأ في الركعة الأولى ألم نشرح والكافرون وفي الثانية ألم تر والإخلاص .
ويزيد عليهن أيضا الآيتين المتقدمتين فيقدم آية البقرة على ألم نشرح في الأولى وآية آل عمران على ألم تر في الثانية .
وقوله ليتحقق الإتيان بالوارد أي ليحصل العمل بالوارد كله .
( قوله أخذا مما قاله النووي ) يعني أن سنية الجمع بين السور فيهما مأخوذة أي مقيسة على ما قاله النووي في إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا .
وحاصله أنه ورد ظلما كثيرا بالثاء المثلثة وورد ظلما كبيرا بالباء الموحدة .
فقال النووي رضي الله عنه يسن الجمع بينهما ليتحقق الوارد أي كله فكذلك هنا يسن الجمع بين السور ليتحقق الوارد كله .
( قوله ولم يكن ) عطف على فيسن .
وقوله بذلك أي الجمع .
وهذا جواب عن سؤال وارد على سنية الجمع وحاصله كيف يسن الجمع مع أن تخفيفهما سنة وحاصل الجواب أن المراد بتخفيفهما عدم تطويلهما على الوارد فبالإتيان بالوارد لا يكون مطولا بل مخففا لهما .
( قوله ويندب الاضطجاع ) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه .
رواه أبو داود والترمذي بأسانيد صحيحة .
ويحصل بأي كيفية كان والأولى كونه على الهيئة التي يكون عليها في القبر .
قال في النهاية ولعل من حكمته أنه يتذكر بذلك ضجعة القبر حتى يستفرغ وسعه في الأعمال الصالحة يتهيأ لذلك .
اه .
وقوله بينهما أي بين الركعتين وبين الفرض .
ويسن أن يقول في اضطجاعه اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل محمد صلى الله عليه وسلم أجرني من النار ثلاثا .
وفي رسالة الصدق والتحقيق لمن أراد أن يسير بسير أهل الطريق للشيخ أحمد الجنيدي ما نصه وأن يقول في اضطجاعه اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وحملة العرش ومحمد صلى الله عليه وسلم أجرني من النار .
ويقول اللهم أجرني من النار سبعا اللهم أدخلني الجنة سبعا .
ويقول الموت الموت اللهم كما حكمت علي بالموت أن تكفيني شر سكرات الموت .
ويسكت سكتة لطيفة يتذكر فيها أنه في القبر .
اه .
وظاهر ما ذكر أنه يقول ذلك بعد الاضطجاع لكن الذي في الحصن الحصين وغيره كالأذكار أنه يقول اللهم رب جبريل إلخ وهو جالس ثم يضطجع على شقه الأيمن .
ويؤيد ما فيه الحديث المار عن ابن السني .
( فائدة ) لتثبيت الإيمان مجربة عن كثير من العارفين بإعلام النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك في المنام بين سنة الصبح والفريضة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أربعين مرة .
وعن الترمذي الحكيم قال رأيت الله في المنام مرارا فقلت له يا رب إني أخاف زوال الإيمان .
فأمرني بهذا الدعاء بين سنة الصبح والفريضة إحدى وأربعين مرة .
وهو هذا يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا الله لا إله إلا أنت أسألك أن تحيي قلبي بنور معرفتك يا الله يا الله يا الله يا أرحم الراحمين .
( فائدة أخرى ) وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة كثيرة أمر بها بعض أصحابه لتوسعة الرزق قال بعض العارفين وهي مجربة لبسط الرزق الظاهر والباطن وهي هذه لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله كل يوم مائة مرة .
واستحسن كثير من الأشياخ أن تكون بين سنة الصبح والفريضة فإن فاتت في ذلك فبعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس فإن فاتت في ذلك فعند الزوال .
فلا ينبغي للعبد أن يخلي يومه عنها .
اه .
( قوله إن لم يؤخرهما عنه ) ظاهر صنيعه أنه قيد لندب الاضطجاع أي يندب الاضطجاع بين السنة وبين الفرض إن لم يؤخرها عنه فيفيد أنه إذا أخر السنة عن الفرض لا يندب الاضطجاع بين السنة وبين الفرض إن لم يؤخرها عنه فيفيد أنه إذا أخر السنة عن الفرض لا يندب الاضطجاع وليس كذلك بل يندب الاضطجاع مطلقا قدمها عليه أو أخرها عنه .
كما صرح بذلك في التحفة والنهاية وعبارتهما بعد ذكرهما سنية الاضطجاع بينهما وبين الفرض ويأتي هذا في المقضية وفيما لو أخر سنة الصبح عنها كما هو ظاهر .
اه .
ويمكن جعله قيدا لكون الاضطجاع بينهما وبين الفرض أي محل