ويقوم بحقوقها قوله ( ويكافىء مزيدك ) بهمزة في آخره أي يساوي ما تزيد من النعم ويقوم بشكره قوله ( حمدا كثيرا ) كنظيريه الآتيين عطف على حمدا يوافي الخ بعاطف مقدر قوله ( ربنا ) كنظيره الآتي منادى بياء مقدرة قوله ( يملأ السموات الخ ) أي بتقدير تجسمه من نور قوله ( من شيء بعد ) أي بعدهما كالكرسي والعرش وغيرهما مما لا يحيط به إلا علم علام الغيوب قوله ( أهل الثناء الخ ) أي يا أهل المدح والعظمة ويجوز الرفع بتقدير أنت قوله ( أحق الخ ) مبتدأ خبره قوله لا مانع الخ وجملة وكلنا لك عبد معترضة بينهما قوله ( ولا ينفع ذا الجد الخ ) بفتح الجيم أي لا ينفع صاحب الغني عندك غناه وإنما ينفعه عندك رضاك ورحمتك وما قدمه من أعمال البر بفضلك وكرمك قوله ( وأزواجه الخ ) عطف على عبدك قوله ( كما صليت ) لم يزد وسلمت وإن اقتضاها حسن المقابلة اقتصارا على ما ورد قوله ( ورضاك ) عطف على المضاف أو المضاف إليه قوله ( وكما يليق الخ ) عطف على قوله كما صليت الخ قوله ( وما تحب الخ ) عطف على قوله ما يليق الخ قوله ( وعلينا معهم الخ ) عطف على قوله على عبدك ثم الظاهر أن الشارح قصد بنون الجمع نفسه مع غيره من المؤمنين امتثالا لحديث إذا دعوتم فعمموا قوله ( بالإخلاص فيه ) أي في تأليف الشرح من الرياء والسمعة وحب الشهرة والمحمدة بأن يقصد به نفع العباد ومرضاة الرب سبحانه وتعالى .
قوله ( دعواهم فيها سبحانك اللهم الخ ) إنما ختم كتابه بهذه الآية التي نزلت في أذكار أهل الجنة وما يختمون به دعواهم من الحمد لرب العزة رجاء أن يجعله الله تعالى من أهل السعادة والجنة والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وكان الفراغ بحمد الله وعونه وتوفيقه والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه من تسويد هذه الحواشي الجامعة لمعتمدات متأخري الشافعية على تحفة المحتاج بشرح المنهاج للعلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي المكي في مكة المشرفة زادها الله تشريفا وتكريما ومهابة وتعظيما في منتصف ربيع الثاني من شهور سنة ألف ومائتين وتسع وثمانين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التحيات وأرجو من فضل الله أن يجعلها في حيز القبول فإنه كريم يعطي خير مأمول والمرجو ممن اطلع عليها أن يدعو لتحليل البضاعة بالخير والمباعدة عن كل شر وضير وأن يقيل العثرات وبعفو عن التساهلات والسيئات فإن الإنسان مخل للقصور والنسيان خصوصا في هذه الأعوام والأزمان وإني والله معترف بقصر الباع وكثرة الزلل ولكن فضل الله وكرمه لا يعلل بشيء من العلل ونسأله حسن الختام بجاه سيدنا محمد عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام .