@ 269 @ الأيمان مبنية على العرف وكل مؤمن يعتقد تعظيم الله تعالى وتعظيم صفاته فما تعارف الناس الحلف به يكون يمينا سواء كان صفات الفعل أو الذات وإلا فلا وهو قول مشايخ ما وراء النهر .
وقال مشايخ العراق صفات الذات مطلقا يمين لا صفات الفعل والفاصل بينهما أن كل صفة يوصف بها وبضدها كالرحمة فهي من صفات الفعل وكل صفة يوصف بها ولا يوصف بضدها كالعزة فهي من صفات الذات وقالوا إن ذكر الصفات للذات كذكر الذات وذكر صفات الفعل ليس كذكر الذات والحلف بالله مشروع دون غيره لكن هذا الطريق غير مرضي عندنا لأنهم يعتقدون بهذا الفرق الإشارة إلى مذهبهم أن صفات الفعل غير الله والمذهب عندنا أن صفات الله تعالى لا هو ولا غيره كلها قديمة فلا يستقيم الفرق بينهما كما في الكافي ولهذا اختار المصنف هذا فقال يحلف بها عرفا وهو الأصح كما في أكثر المعتبرات لا يكون اليمين بغير الله فإنه حرام عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغير الله صادقا وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال الإشراك بالله ثلاثة منها الحلف بغير الله وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال الحلف بغير الله شرك فما أقسم الله تعالى بغير ذاته وصفاته من الليل والضحى وغيرهما ليس للعبد أن يحلف بها وما اعتاد الناس من الحلف بجان نون وسرتو فإن اعتقد أنه حلف والبر به واجب يكفر .
وقال علي الرازي إني أخاف الكفر على من قال بحياتي وحياتك وما أشبهه .
وفي المنية أن الجاهل الذي يحلف بروح الأمير وحياته ورأسه لم يتحقق إسلامه بعد كما في القهستاني كالقرآن وسورة منه والمصحف والشرائع والعبادات كالصلاة وغيرها والنبي والعرش والكعبة لأن العرب ما تعارفوها يمينا وذلك إذا لم يرد بالقرآن الكلام النفسي