@ 29 @ فجعل يحثو على رأسه ويدعو بالويل والثبور + ( خرجه ابن ماجه وغيره ) + ثم يجتهد ويدعو الله تعالى أن يتم مراده وسؤاله في هذا الموقف كما أتم لمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول في دعائه اللهم أنت خير مطلوب وخير مرغوب اللهم , إن لكل وفد جائزة وقرى فاجعل قراي في هذا المكان قبول توبتي والتجاوز عن خطيئتي وأن تجمع على الهدى أمري اللهم عجت لك الأصوات بالحاجات وأنت تسمعها ولا يشغلك شأن عن شأن وحاجتي أن لا تضيع تعبي ونصبي وأن لا تجعلني من المحرومين اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف الشريف وارزقني ذلك أبدا ما أبقيتني فإني لا أريد إلا رحمتك ولا أبتغي إلا رضاك واحشرني في زمرة المخبتين والمتبعين لأمرك والعاملين بفرائضك التي جاء بها كتابك وحث عليها رسولك صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ( وهي موقف إلا بطن محسر ) أي المزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر لما روينا ثم وقت الوقوف فيها من حين طلوع الفجر إلى أن يسفر جدا فإذا طلعت الشمس خرج وقته ولو وقف فيها في هذا الوقت أو مر بها جاز كما في الوقوف بعرفة وقبله أو بعده لا يجوز والمبيت بالمزدلفة سنة وقال مالك واجب وهو أحد قولي الشافعي والوقوف بالمزدلفة واجب وقال مالك سنة وقال الليث بن سعد ركن لقوله تعالى ! 2 < فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام > 2 ! ولحديث عروة أنه صلى الله عليه وسلم قال من وقف معنا هذا الموقف وقد كان أفاض من عرفات قبل ذلك فقد تم حجه علق به تمام الحج وهو آية الركنية ولنا أن سودة استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تفيض بليل فأذن لها + ( متفق عليه ) + ولو كان ركنا لما جاز تركه كالوقوف بعرفة وعن ابن عباس أنه قال أنا ممن قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله + ( رواه الجماعة ) + وما تلاه لا يشهد له لأن المذكور فيه الذكر وهو ليس بواجب بالإجماع ثم قال ابن عمر رضي الله عنهما المشعر الحرام هي المزدلفة كلها وفي حديث علي وجابر المشعر الحرام هو قزح ولو كان المشعر الحرام المزدلفة كلها لقال في المشعر الحرام ولم يقل عند المشعر الحرام وقال الكرماني الأصح أنه في المزدلفة لا عين المزدلفة وسميت مزدلفة لاجتماع الناس فيها والازدلاف الاجتماع قال الله تعالى ! 2 < وأزلفنا ثم الآخرين > 2 ! أي جمعناهم وقيل لاجتماع آدم وحواء عليهما السلام فيها وقيل لاقتراب الناس فيها من منى والازدلاف الاقتراب ومنه قوله تعالى ! 2 < وإن له عندنا لزلفى > 2 ! وسميت جمعا لاجتماع الناس فيها وقيل للجمع فيها بين صلاتين وسمي المحسر محسرا لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا وكل قال رحمه الله ( ثم إلى منى بعدما أسفر ) أي ثم رح إلى منى بعدما أسفر جدا لما روينا من حديث جابر ولما روى عمر رضي الله عنه أنه قال كان أهل الشرك والأوثان ينفرون من هذا المقام بعد طلوع الشمس على رءوس الجبال وكانوا يقولون أشرق ثبير كيما نغير فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض من قبل طلوع الشمس + ( رواه الجماعة ) + إلا مسلما ولو دفع بليل لعذر به من ضعف أو علة جاز ولا شيء عليه لما روينا ولما روى ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم