@ 38 @ حقيقة ويلحق به ما هو مثله كخوف الحية أو النار وأما الماء المحتاج إليه للعطش فلأنه مشغول بحاجته والمشغول بالحاجة كالمعدوم وكذا إذا كان معه ثمنه وهو محتاج إليه للزاد يتيمم معه وكذا الماء الذي يحتاج إليه للعجين لما قلنا وإن كان يحتاج إليه لاتخاذ المرقة لا يتيمم لأن حاجة الطبخ دون حاجة العطش وعطش رفيقه كعطشه وكذا عطش دوابه وكلبه ولا فرق في ذلك بين أن يخافه للحال أو في ثاني الحال وأما لفقد الآلة فلتحقق العجز لأنه إذا لم يجد دلوا يستقي به فوجود البئر وعدمها سواء قال رحمه الله ( مستوعبا وجهه ويديه مع مرفقيه ) فقوله مستوعبا صفة لمصدر محذوف تقديره يتيمم تيمما مستوعبا ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في يتيمم فيكون حالا منتظرة والأول أوجه ثم الاستيعاب شرط في ظاهر الرواية حتى يحرك الرجل خاتمه والمرأة سوارها أو ينزعانهما وروى الحسن عن أبي حنيفة أن الأكثر يقوم مقام الكل وقال مالك وأحمد يمسح يديه إلى الرسغين ولنا حديث عمار أنه صلى الله عليه وسلم مسح وجهه ويديه إلى المرفقين ذكره في الغاية ولأن الله تعالى أوجب غسل الأعضاء الثلاثة ومسح الرأس في الوضوء في صدر الآية وأسقط منها عضوين في التيمم فبقي العضوان فيه على ما كانا عليه في الوضوء إذ لو اختلفا لبينة ولأنه لم يسقط من وظيفة الوجه شيء فكذا اليدان قال رحمه الله ( بضربتين ) الباء متعلقة بيتيمم أي يتيمم بضربتين وكيفيته أن يضرب بيديه على الأرض يقبل بهما ويدبر ثم يرفعهما وينفضهما ويمسح بهما وجهه بحيث لا يبقى منه شيء ويمسح الوترة التي بين المنخرين ثم يضرب بيديه على الأرض كذلك ويمسح بهما ذراعيه إلى المرفقين ولا يجوز المسح بأقل من ثلاث أصابع كمسح الرأس والخفين ويجب تخليل الأصابع إن لم يدخل بينهما غبار ولا يجب في الصحيح مسح باطن الكف لأن ضربهما على الأرض يكفي وقال بعض المشايخ يمسح بأربع أصابع يده اليسرى ظاهر يده اليمنى من رؤوس الأصابع إلى المرفق ثم يمسح بكفه اليسرى باطن يده اليمنى إلى الرسغ ويمر باطن إبهامه اليسرى على ظاهر إبهامه اليمنى ثم يفعل بيده اليسرى كذلك قالوا وهو أحوط ويستحب تسمية الله تعالى في أوله كما في الوضوء قال رحمه الله ( ولو جنبا أو حائضا ) أي يكفيه ضربتان ولو كان المتيمم جنبا أو حائضا لحديث عمار بن ياسر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا الحديث والحائض والنفسا ملحقتان به قال رحمه الله ( بطاهر من جنس الأرض وإن لم يكن عليه نقع وبه بلا عجز ) الباء في قوله بطاهر متعلق بيتيمم أي يتيمم بطاهر من جنس الأرض كالتراب والحجر والكحل والزرنيخ والنورة والجص والرمل والمغرة والكبريت والياقوت والزبرجد والزمرد والبلخش والفيروزج والمرجان لقوله تعالى ! 2 < فتيمموا صعيدا طيبا > 2 ! أي