@ 126 @ النساء والتسليمة الثانية أخفض من الأولى وهو الأحسن فلعلها خفيت على من كان بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو سلم عن يساره أولا يسلم عن يمينه ما لم يتكلم ولا يعيد السلام عن يساره ولو سلم تلقاء وجهه يسلم عن يساره وهو مروي عن علي رضي الله عنه وأما النية فينوي بكل تسليمة من في تلك الجهة من الرجال والنساء والحفظة الحاضرين الذين لهم شركة في صلاته لأن الأعمال بالنيات وهو لما اشتغل بمناجاة ربه صار بمنزلة الغائب عنهم فيسلم عليهم عند التحلل لأنه صار حاضرا وقالوا لا ينوي النساء في زماننا لعدم حضورهن الجماعة ولكراهيته وإنما خص الحاضرون لأنه لا يصلح خطابا للغائبين وقيل ينوي بالتسليمتين جميع المؤمنين والمؤمنات وهو اختيار الحاكم الشهيد لأنه بالتحريمة حرم عليه الكلام مع جميع الناس فصار كالغائب عن جميعهم قال شمس الأئمة هذا عندنا في سلام التشهد أما في سلام التحليل فيخص الحاضرين لأجل الخطاب هو الصحيح ثم قال إن كان الإمام في الجانب الأيمن أو الأيسر نواه فيه وإن كان يحاذيه نواه فيهما وهو المراد بقوله والإمام في الجانب الأيمن أو الأيسر أو فيهما أي نوى الإمام في الجانب الأيمن إن كان فيهم أو في الأيسر إن كان فيهم أو فيهما فيما روى الحسن عن أبي حنيفة وهو قول محمد إن كان بحذائه لأنه ذو حظ من الجانبين وعن أبي يوسف أنه ينويه في الجانب الأيمن ترجيحا للأيمن وللسبق قال رحمه الله ( والإمام ينوي القوم بالتسليمتين ) وقيل لا ينويهم لأنه يشير إليهم بالسلام وقيل ينوي بالأولى لا غير والصحيح الأول لأن التسليمة الأولى للتحية والخروج من الصلاة والثانية للتسوية بين القوم في التحية والمنفرد ينوي الحفظة فقط لأنه ليس معه غيرهم ولا ينوي في الملائكة عددا محصورا لأن الأخبار في عددهم قد اختلفت فأشبه الإيمان بالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ثم قدم القوم بالذكر على الملائكة في المختصر كما هو في الجامع الصغير وذكر في المبسوط بعكسه ولا يتعلق بذلك حكم لأن الواو لا تقتضي الترتيب ومنهم من ظن أن ما ذكره في المبسوط بناء على قول أبي حنيفة الأول في تفضيل الملائكة على البشر وهو قول المعتزلة والفلاسفة واختاره الباقلاني والحليمي وما ذكره في الجامع الصغير بناء على قوله الأخير في تفضيل البشر على الملائكة وهو قول أهل السنة وليس الأمر كما زعموا لما قلنا ويروى عنه التوقف فيه وقال شمس الأئمة المختار عندنا أن خواص بني آدم وهم المرسلون أفضل من الملائكة وعوام بني آدم من الأتقياء أفضل من عوام الملائكة وخواص الملائكة أفضل من عوام بني آدم وشرحه في علم الكلام قال رحمه الله ( وجهر بقراءة الفجر ) أي