.
وإنما أثار الحرب سفهاء الفريقين ولولا علما بالسير لقلنا مثل ما قال وتعزير مثل هذا أن يقر بالخطأ بين الجماعة فيصفح عنه فكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فوقع إن كان قد أقر بالخطأ فيشترط عليه أن لا يعاود ثم يطلق .
كذا قال فإذا كان تعزير مثل هذا أن يقر بالخطأ فكيف يقول فيصفح عنه لأنه لا صفح مع وجود تعزير مثله ومراده يصفح عنه بترك الضرب ونحوه وإنما جعل اعتراف هذا بالخطأ تعزيرا لما فيه من الذل والهوان له فهو كالتعزير بضرب وكلام سوء لغيره وما قاله حسن غريب .
وهنا وجه ثالث أن الاعتراف بالخطأ توبة وفي التعزير معها خلاف ولعل ابت الجوزي أراد بنقض الدار في كلامه السابق المبالغة لا حقيقة الفعل كما ذكر ابن عبدالبر وغيره عن عمر رضي الله عنه أنه لما قال الحطيئة فب الزبرقان بن بدر % دع المكارم لا ترحل لبغيتها % واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي % $ وسأل عمر حسان ولبيدا فقالا إنه هجاه فأمر به فرمي في بئر ثم ألقى عليه شيئا فقال الحطيئة % ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ % زغب الحواصل لا ماء ولا شجر % % ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة % فاغفر عليك سلام الله يا عمر % % أنت الإمام الذي من بعد صاحبه % ألقت إليك مقاليد النهى البشر % % لم يؤثروك بها إذ قدموك لها % لكن بأنفسهم كانت بك الأثر % % فامنن على صبية في الرمل مسكنهم % بين الأباطح يغشاهم بها الفدر % % أهلي فداؤك كم بيني وبينهم % من عرض داوية يعمى بها الخبر % $ .
فحينئذ كلمه عبدالرحمن بن عوف وعمرو بن العاص واسترضياه حتى أخرجه من السجن ثم دعاه فهدده بقطع لسانه إن عاد يهجوا أحدا قال الجوهري الفادر