ومن علم أنه إذا سمعه زال عقله حرم وإن كان تارة وتارة لم يكره ذكره في الفنون ويتوجه يكره قال والوعاظ المنشدون لغزل الأشعار وذكر العشاق كالمغني والنائح يجب تعزيرهم لأنهم يهيجون الطباع ونقل إبراهيم بن عبدالله القلانسي أن أحمد قال عن الصوفية لا أعلم أقواما أفضل منهم قيل إنهم يستمعون ويتواجدون قال دعوهم يفرحون مع الله ساعة قيل فمنهم من يموت ومنهم من يغشى عليه فقال ! < وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون > ! ولعل مراده سماع القرآن وعذرهم لقوة الوارد كما عذر يحيى القطان في الغشي وقد قال أحمد لإسماعيل بن إسحاق الثقفي وقد سمع عنده كلام الحارث المحاسبي ورأى أصحابه ما أعلم أني رأيت مثلهم ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ولا أرى لك صحبتهم وقد نهى عن كتابة كلام منصور بن عمار والإستماع للقاص به قال أبو الحسين لئلا يلهونه عن الكتاب والسنة لا غير وأنكر الآجري وابن بطة وغيرهما هذا السماع وفي الغنية يكره تحريق الثياب في حق المتواجد عند السماع قال ويجوز سماع القول بالقضيب ويكره الرقص