.
يصدقها فعله مثل ناصح الإسلام ومعينه إذا كان من أهل ذلك فلا بأس وبالجملة كل لقب ليس بواقع على مخرج صحيح فلا أراه جائزا على أنه يتناول قول الإنسان كمال الدين فإن المعنى الصحيح فيه أن الدين أكمله وشرفه لا أنه هو أكمل الدين وشرفه .
وقال فيما في الصحيحين عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب قال فيه أنه لا يحسن بالإنسان أن يسمي نفسه أسماء يزكيها به نحو التقي والزكي والأشرف والأفضل كما لا ينبغي أن يسمي نفسه اسما يتشاءم به انتهى كلامه وقد قال في الفصول لا بأس بتسمية النجوم بالأسماء العربية كالحمل والثور والجدي لأنها أسماء أعلام واللغة وضع فلا يكره كتسمية الجبال والاودية والشجر بما وضعوه لها وليس من حيث تسميتهم لها بأسماء الحيوان كان كذبا .
وإنما ذلك توسع ومجاز كما سموا الكريم بحرا قال أبو داود وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما وسمي حربا سلما وسمي المضطجع المنبعث وأرض عفرة سماها خضرة وشعب الضلالة سماه شعب الهدي وبنو الزنية سماهم بنو الرشدة وسمى بني مغوية بني رشد قال أبو داود تركت أسانيدها للاختصار وكلام الأصحاب السابق يقتضي كل اسم فيه تفخيم وتعظيم .
ويدل عليه ما قال أبو داود في باب تغيير الاسم القبيح حدثنا الربيع ابن نافع عن يزيد يعني بن المقدام بن شريح عن ابيه عن جده شريح عن أبيه هانىء أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرض كلا الفريقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن هذا فمالك من الولد قال لي شريح ومسلم وعبد الله قال فمن اكبرهم قلت شريح قال فأنت ابو شريح إسناد جيد ورواه النسائي عن