@ 564 @ يكون لعذر ، كما جوز لكعب بن عجرة الحلق ، مع أن المحرم يجوز له نقض الشعر ، والامتشاط غايته أن يكون برفق ، حذاراً من نتف الشعر ، وإنما قال ذلك الرسول لعائشة رضي اللَّه عنها هنا لأجل اغتسالها للحج ، وأما قوله : ( ارفضي العمرة ) ونحو ذلك فحمله الإمام الشافعي وغيره على ترك أفعال العمرة ، لا على ترك العمرة رأساً ، ليوافق قوله : ( يسعك طوافك لحجك وعمرتك ) وقوله : في حديث جابر رضي اللَّه عنه ( قد حللت من حجك وعمرتك ) وأحمد رحمه اللَّه قال في رواية أبي طالب : إنما قال النبي لعائشة : ( أمسكي عن عمرتك ، وامتشطي وأهلي بالحج ) وقال في رواية الميموني وذكر له عن أبي معاوية يرويه ( انقضي عمرتك ) فقال : غير واحد يرويه ( أمسكي عن عمرتك ) أيش معنى : انقضي ، هو شيء تنقضه ، هو ثوب تلقيه ؟ وعجب من أبي معاوية . .
وأما قوله : ( هذه مكان عمرتك ) [ أي مكان عمرتك ] التي أحرمت بها مفردة ، وقولها : أترجع صواحبي بحج وعمرة . إلى آخره أي بحج ، وعمرة مفردة عن الحج ، وأرجع بحج اندرجت فيه العمرة ، وأما إعمارها من التنعيم فتطييب لقلبها ، كذا قال الإمام أحمد وغيره ، ويشهد له حديث جابر رضي اللَّه عنه المتقدم ، انتهى . .
وظاهر كلام الخرقي وغيره أنه يلزمها إدخال الحج والحال هذه ، وكذلك كل من خشي فوات الحج ، حذاراً من تفويت الحج الواجب على الفور . ) $ $ 16 ( .
( تنبيه ) : ( هنتاه ) كناية عن البله ، وقلة المعرفة بالأمور ( وليلة الصدر ) و ( ليلة الحصبة ) ( وليلة البطحاء ) كل ذلك واحد ، وهو نزوله بالمحصب ليلة النفر الآخر ، والمحصب والأبطح ، والمعرس وخيف بني كنانة واحد ، وهو بطحاء مكة [ وهو بين مكة ] ومنى ، و ( سرف ) على فرسخين من مكة ، وقيل على أربعة أميال و ( عركت ) بفتح العين والراء ، أي حاضت ، والعارك الحائض ، وكذلك ( طمثت ) حاضت ، واللَّه أعلم . .
قال : ولم يكن عليها قضاء طواف القدوم . .
ش : أي إذا طهرت ، لأن النبي لم يأمر عائشة رضي اللَّه عنها بقضائه ، وهذا مما يورد على المتمتع في قضائه طواف القدوم ، ويجاب عنه بأنه هنا سقط عنها لمكان العذر ، كما يسقط طواف الوداع عن الحائض ، أما ثم فلا عذر ، واللَّه أعلم . .
قال : ومن وطيء قبل أن يرمي جمرة العقبة فقد أبطل حجهما . .