@ 563 @ أبكي ، فقال : ( ما يبكيك يا هنتاه ؟ ) فقلت : سمعت قولك لأصحابك ، فمنعت العمرة ، قال : ( وما شأنك ؟ ) قلت : لا أصلي . قال : ( فلا يضرك ، إنما أنت امرأة من بنات آدم ، كتب عليك ما كتب عليهن ، فكوني في حجك ، فعسى اللَّه أن يرزقكيها ) وفي رواية : خرجنا مع رسول اللَّه لا نذكر إلا الحج ، [ حتى جئنا سرف ] فطمثت . وذكرت القصة ، وفيها : قال لها رسول اللَّه : ( افعلي ما يفعل الحاج ، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري ) . .
1776 وأيضاً ففي لفظ لمسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : ( فقضى اللَّه حجتنا وعمرتنا ، ولم يكن في ذلك هدي ، ولا صدقة ، ولا صوم ) والقارن على قول العامة لا يخلو من أحدها . ( ويجاب ) بأنها قد أخبرت عن نفسها كما سبق بأنها كانت ممن أهل بعمرة . .
1777 وكذلك أخبر عنها جابر رضي اللَّه عنه ، وكذلك قول الرسول ( ارفضي العمرة ) ونحو ذلك ، وقوله ( يسعك طوافك لحجك وعمرتك ) يدل على أنها كانت معتمرة ، وأما قوله : ( افعلي ما يفعل الحاج ) أي أنشيء ما ينشيء الحاج من الإهلال به والاغتسال [ له ، كما جاء مصرحاً به ، ( وأهلي بالحج ) وكذلك يحمل ( فكوني في حجك ) أي ادخلي في الحج ] ونحو ذلك ، إذ هذا ونحوه مما نقل بالمعنى قطعاً ، فإن الواقعة واحدة ، واللفظ واحد ، وأما قولها : ولم يكن في ذلك هدي ، ولا صدقة ، ) $ $ 16 ( ولا صوم . ويكون الرسول تحمل عنها ذلك ، وهو يعلم رضاها بذلك ، فلا يحتاج إلى أذنها في التكفير . .
والنعمان رحمه اللَّه يقول : آل أمرها إلى الإفراد ، ويوافق [ على ] أن إحرامها كان بعمرة ، ثم لما حاضت أمرها بترك العمرة ، ثم بالإهلال بالحج . .
1778 مستدلاً بقوله لها : ( ارفضي العمرة ، وانقضي رأسك وامتشطي ) وفي رواية : ( اتركي العمرة ) وفي رواية ( دعي العمرة ) وهذه الألفاظ كلها في الصحيح والسنن . .
1779 ويرشح هذا ما في الحديث : فأهلت بعمرة مكان عمرتها ، وفي رواية : أرسلني رسول اللَّه مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم ، فاعتمرت ، فقال : ( هذه مكان عمرتك ) وفي رواية : قالت يا رسول اللَّه أترجع صواحبي بحج وعمرة ، وأرجع أنا بحج ؟ فأمر رسول اللَّه عبد الرحمن بن أبي بكر فذهب بها إلى التنعيم ، فلبت بالعمرة . .
وقد أجيب عن قوله لها : انقضي رأسك ، وامتشطي ) أن ذلك [ يجوز أن ]