@ 490 @ فعقرته ، ثم جئت به وقد مات ، فوقعوا فيه يأكلونه ، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم ، فرحنا وخبأت العضد معي ، فأدركنا رسول اللَّه فسألناه عن ذلك ، فقال ( هل معكم شيء ) ؟ فقلت : نعم ، فناولته العضد فأكلها وهو محرم وفي رواية : فقال لهم النبي ( منكم أحد أمره أن يحمل عليه ، أو أشار إليه ) ؟ قالوا : لا . قال ( فكلوا ما بقي من لحمها ) متفق عليه . [ قلت ] : وظاهره أن جواز الأكل مرتب على عدم الإشارة ونحوها ، وكذا فهم الصحابة رضي اللَّه عنهم حيث قالوا : واللَّه لا نعينك . .
( تنبيه ) : ( خصف نعله يخصفها ) إذا أطبق طاقا على طاق ، وأصل الخصف الضم والجمع ، و ( عقرت الصيد ) إذا أصبته بسهم أو غيره فقتلته ، واللَّه أعلم . .
قال : ولا يأكله إذا صاده الحلال لأجله . .
ش : لا يأكل المحرم الصيد الذي صاده الحلال من أجله . .
1562 لما روى جابر رضي اللَّه عنه قال : سمعت رسول اللَّه يقول ( صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ، ما لم تصيدوه أو يصاد لكم ) رواه الخمسة إلا ابن ماجه ، وقال الشافعي : وهو أحسن حديث روي في هذا الباب وأقيس . ) $ $ 16 ( انتهى وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث ، فإن النبي قد ثبت عنه في الصحيح أنه أكل مما صاده أبو قتادة ، فيحمل على أنه علم أو ظن أنه لم يصده لأجله . .
1563 مع أنه قد ورد في حديث أبي قتادة : وإني إنما صدته لك . فأمر النبي أصحابه فأكلوا ، ولم يأكل حين أخبرته أني اصطدته له . رواه أحمد ، وابن ماجه ، والدارقطني ، قال بعض الحفاظ : بإسناد جيد . وقال الدارقطني : قال أبو بكر يعني النيسابوري : قوله : اصطدته لك . وقوله : ولم يأكل منه . لا أعلم أحداً ذكره في الحديث غير معمر ، وهذا إن ثبت فهنو كحديث جابر ، لا يحتاج إلى تأويل . انتهى . ويحمل ما في الصحيح أنه أكل على أنه أكل ظاناً أنه لم يصده له ، فلما أخبره بالحال امتنع . .
1564 ويحمل حديث الصعب بن جثامة . وهو أنه أهدى إليه النبي حماراً وحشياً ، وهو بالأبواء أو بودان ، فرده عليه ، فلما رأى ما في وجهه قال ( إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم ) متفق عليه . [ على أنه علم أنه صيد من أجلهّ . .
وقد فهم من [ كلام الخرقي أن المحرم يأكل مما صاده الحلال لا من أجله ، وهون واضح لما تقدم ، وفهم من ] كلامه بطريق التنبيه أنه لا يأكل ما صاده محرم مطلقاً ، ولا