@ 175 @ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } أي : إذا أردت القراءة . .
465 يبيّنه ما روى أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري [ رضي الله عنه ] أن النبي كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ، ثم يقول : ( أعوذ بالله [ السميع العليم ] ، من الشيطان الرجيم ، [ من ] همزه ، ونفخه ، ونفثه ) . .
وصفة الإِستعاذة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . ( في رواية ) اختارها القاضي في الجامع الصغير ، وأبو محمد في المقنع ، لظاهر الآية ، وقال ابن المنذر : جاء عن النبي أنه كان يقول قبل القراءة : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ، ( وفي أخرى ) ( أعوذ بالله السميع العليم ، من الشيطان الرجيم ) لحديث أبي سعيد ( وفي ثالثة ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، إن الله هو السميع العليم ) واختارها أبو بكر في التنبيه ، والقاضي في المجرد ، وابن عقيل ، جمعاً بين قوله تعالى : { فاستعذ بالله من الشيطان [ الرجيم ] } وقوله : { فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } . .
وفي رواية [ رابعة ] : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان لأن قوله : { فاستعذ بالله إنه هو السمع العليم } لا بد أن يقدر فيه : من الشيطان . ويجوز أن يقدر قبل ، وأن يقدر بعد ، فجمعنا بينهما ، عملًا بما قال الشيخان ، والأمر في هذا واسع ، ومهما استعاذ به جاز بلا كراهة . .
( تنبيه ) : واِستفتاح والإِستعاذة مسنونان ، نص عليه ، محتجاً بأن ابن مسعود وأصحابه كانوا لا يعرفون الإِفتتاح ، يكبرون ويقرأون ، وذهب ابن بطة إلى وجوبهما [ والله أعلم ] . .
قال : ثم يقرأ : { الحمد لله رب العالمين } . .
466 ش : في الصحيحين عن عائشة [ رضي الله عنها ] أن النبي [ ] كان يستفت الصلاة بالتكبير ، والقراءة بالحمد لله رب العالمين . ولا خلاف في أن القراءة ركن في الصلاة ، واختلف في تعيين الفاتحة ، فالمعروف المشهور وعليه الأصحاب تعيينها . .
467 لما روى عبادة بن الصامت [ رضي الله عنه ] أن النبي قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواه الجماعة وفي لفظ ( لا يجزيء صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواه الدارقطني وقال : إسناده صحيح . .
468 وعن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] قال : قال رسول الله : ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأسم الكتاب فهي خداج ، هي خداج غير تمام ) رواه الجماعة إلا البخاري ، والخداج النقصان في الذات ، حكاه أبو عبيد عن الأصمعي . ( وعنه ) لا تتعين ، بل يجزيء قراءة آية ، لقوله تعالى : { فاقرأوا ما تيسر منه } وقوله للأعرابي : ( ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) وتتعين القراءة في كل ركعة على المذب بلا ريب ، وعنه : تجب في ركعتين لا غير ، [ والله أعلم ] . .
قال : يبتدئها ببسم الله الرحمن الرحيم . .
469 ش : لما روى نعيم المجمر قال : صليت وراء أبي هريرة فقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم قرأ بأم القرآن ، حتى إذا بلغ { ولا الضالين } قال : آمين . وقال الناس : آمين . ويقول كلما سجد : الله أكبر ، وإذا قام من الجلوس من الثنتين : الله أكبر . ثم يقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله [ ] رواه النسائي ، ورواه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والدارقطني ، والحاكم ،