ويخرج منه أي المسجد معبر للرؤيا و لا يخرج منه قاص يعظ الناس قال الإمام أحمد يعجبني قاص إذا كان صدوقا يذكر أخبار الأوائل على وجهها لما يترتب عليه من الاعتبار ما أحوج الناس إليه لا سيما إذا كان وعظه عاريا عن شائبة الرياء واستجلاب حطام الدنيا قاصدا بذلك نصح إخوانه مخلصا لله في سره وإعلانه متعظا بما يلقيه من النصائح قامعا نفسه عن ارتكاب القبائح فحينئذ ينشأ وعظه عن نفس زكية فيؤثر في النفوس الجموحة الأبية وقال الإمام أيضا ما أنفعهم أي القصاص في الجملة وإن كان عامة أي غالب حديثهم كذبا لاشتماله على أخبار إسرائيلية وغيرها ولا يخلو عن مبالغات غير واردة وقال أيضا يعجبني القصاص لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر وما يكون في البرزخ وذكر الإمام ألفاظا كثيرة تدل على الحث على الوعظ وحسن حال الوعاظ لما قد يترتب على وعظهم من الفوائد وسن كنسه أي المسجد يوم الخميس وإخراج كناسة منه وتنظيفه في يوم الخميس وتطييبه في الجمع والأعياد و سن ضوء قناديله كل ليلة بحسب الحاجة فقط لحديث ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله افتنا في بيت المقدس فقال ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك خربا قال فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وكثرة إيقادها زيادة على الحاجة ممنوع لأنه إضاعة مال بلا مصلحة فمن زاد عليها أي الحاجة ك ما لو زاد على المعتاد في ليلة نصف شعبان أو ليلة ختم في أواخر رمضان عند ختم القرآن في