قال كلام الله غير مخلوق فإن ادعوا فما ولسانا لقد كفروا وإن أمسكوا عن الجواب فقد جهلوا ولم يعذروا لما أن الكلام كله في دعواه لا يحتمل معنى إلا بفم ولسان وخروج من جوف ومن لم يفقه ذلك فهو عند المعارض جاهل .
فإن كان كما ادعى فقد حقق أنه كلام البشر لم يخرج بزعمه إلا من الأجواف والألسن والأفواه المخلوقة تعالى الله عن هذا الوصف وتكبر لأنه كلام الملك الأكبر نزل به الروح الأمين علي خير البشر صلوات الله وسلامه عليهما عدد من مضى وغبر وعدد التراب والرمل وأوراق الشجر .
ثم قفى المعارض بكتاب آخر كالمعتذر لما سلف منه مصدقا لبعض ما سبق من ضلالاته مكذبا لبعض يريد أن ينال عند الرعاع لنفسه في زلاته وسقطاته عذرا فلم ينل به عذرا بل أقام على نفسه حجة بعد حجة وكانت حجته التي احتج بها في كتابه أعظم من جرمه وكذا