مخلوق كافر في دعواه فلم يترك لمتأول عليه موضع تأويل ولا لمستنبط عليه موضع استنباط لأنه إن كان الذي يزعم أنه غير مخلوق كافرا عنده فالذي يزعم أنه مخلوق مؤمن موفق راشد تابع للحق .
فحين يكشف عنه للناس إرادته وشهد عليه بها عبارته سقط في يده وكسر في درعه فادعى أنه قصد بالإكفار إلى من يتوهم أن كلام الله ذلك بفم ولسان دون من سواهم يسألون عن الكلام فإن ادعوا فما ولسانا فهو كفر لا شك فيه وإن أمسكوا عن الجواب فيه كانوا بإمساكهم أن يدعوا فما ولسانا جهل لا يعذرون به .
فيقال لهذا المعارض المحتج بالمحال من الضلال تفلتت منك الكلمة بلا تفسير ولا بحضرة من تدعي عليه فما ولسانا