يبعد عنه شيء من خلقه وبعض الخلق أقرب من بعض على نحو ما فسرنا من أمر السموات والأرض وكذلك قرب الملائكة من الله فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة الذين في السموات والعرش أقرب إليه من السماء السابعة وقرب الله إلى جميع ذلك واحد هذا معقول مفهوم إلا عند من لا يؤمن أن فوق العرش إلها ولذلك سمى الملائكة المقربين وقال إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون فلو كان الله في الأرض كما ادعت الجهمية ما كان لقوله الذين عند ربك معنى إذ كل الخلق عنده ومعه في الأرض بمنزلة واحدة مؤمنهم وكافرهم ومطيعهم وعاصيهم وأكثر أهل الأرض من لا يسبح بحمده ولا يسجد له ولو كان في كل مكان ومع كل أحد لم يكن لهذه الآية معنى لأن أكثر من في الأرض لا يؤمن به ولا يسجد له ويستكبر عن عبادته فأي منقبة إذا فيه