هذا إلى أمر رسول الله وإذنه في ذلك .
ثم قال قال الله تعالى ليس كمثله شيء .
فنزه وهو السميع البصير فشبه قال تعالى ليس كمثله شيء فشبه وثنى وهو السميع البصير فنزه وأفرد .
أقول هذا بناء منه على أن اللام في السميع البصير للجنس بمقتضى قاعدته الخبيثة .
وإنما هي عند أهل الحق لكمال الحقيقة فإنه سبحانه هو الكامل في أوصافه التي وصف بها نفسه مما يوصف بها غيره فهي في غيره كلا شيء بنسبتها إليه .
كما أن وجودهم كلا شيء بالنسبة إلى وجوده حيث قال سبحانه كل شيء هالك إلا وجهه .
ومراده بالتنزيه والتشبيه في كلامه الأول من حيث المعنى .
وفي كلامه الثاني من حيث اللفظ حيث أثبت المثل في كمثله وأفرد بإدخال الحصر المستفاد من اللام في السميع البصير وهو من الإلحاد .
وسيأتي لرده تحقيق إن شاء الله تعالى .
ثم قال لو أن نوحا جمع لقومه بين الدعوتين لأجابوه إلى آخر ما قال .
أقول كأن نوحا عليه السلام كان جاهلا بطريق الدعوة إلى الله تعالى وعلمتها أنت أيها الضال المضل والله أعلم حيث يجعل رسالته .
فالله تعالى يجازيك على ما قدحت في أنبيائه ورسله الراجع إلى القدح فيه بمقتضى الآية المذكورة