[ 39 ] انشاء الكلمات التامات التى هي عالم الذكر الحكيم وهكذا حتى في عالم المادة ذكرنا مرتبة من اذكاره بمعنى انا ذاكروه بحوله وقوته ولولاه لم يتات لنا ذكره ولعله مراد من قال من العرفاء لقد كنت دهرا قبل ان يكشف الغطا * اخالك انى ذاكر لك شاكر * فلما اضاء الليل اصبحت عارفا بانك مذكور وذكر وذاكر وهو تعالى خير الذاكرين بحسب ذاكريته لنفسه لان علمه بنفسه اتم من علمنا به لكون الاول بالكنه والثانى بالوجه وان كان للوجه مراتب وبحسب ذاكريته لنا المشار إليها في قوله تعالى فاذكروني اذكركم وفى الحديث القدسي انا مع عبدى إذ اذكرني من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منه لان ظهورنا في الاكوان السابقة اتم من ظهورنا في هذا الكون الطبيعي فنوه تعالى باسمنا في اللاهوت كما في الجبروت المعبر عنه في الحديث القدسي المذكور بملاء خير من ملاء عالمنا وكيف لا يكون ذاكريته لنا خيرا من ذاكريتنا والعلة حد تام للمعلول بخلاف المعلول فانه حد ناقص للعلة يا خير المنزلين ينزل الاشياء من عالم العقل الكلى إلى عالم النفس الكلية ومنه إلى عالم المثال ومنه إلى عالم الطبيعة وعالم الجسم كما ان افعال الانسان الصغير في مكمن غيبه في غاية الخفا كأنها غير مشعور بها وفى مرتبة علمه التفصيلي مستحضرة ولكن بنحو الكلية وفى مقام خياله بالصور الجزئية وفى اخيرة المراتب يظهر بصور المواد العنصرية وينزل جبرئيل وهو بالافق الاعلى إلى عالم الاشباح والمقادير فيتصور بصورة دحية الكلبى ويتمثل بشرا سويا وينزل ايات محكمات واخر متشابهات وفى كسوة الفاظ وعبارات وينزل من السماء ماء طهورا افرايتم الماء الذى تشربون أنتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون وهكذا يدبر الامر من السماء إلى الارض وكونه تعالى هو المنزل الحقيقي لا ينافى وجود الوسايط فهو خير المنزلين يا خير المحسنين الاحسان بمعنى الاتيان بالحسن لا خفاء في ان اكمله له تعالي فاطلاق خير المحسنين عليه تعالى بهذا المعنى واما الاحسان بالمعنى الذى اشير إليه بقوله تعالى ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا وسئل عن النبي صلى الله عليه وآله ما الاحسان فقال صلى الله عليه وآله الاحسان ان تعبد ربك كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وهو المترتب عند اهل السلوك على اخيرة مراتب التقوى التى هي الاتقاء عن شهود الغير مط المسمى بالتوحيد الذاتي فهو لا يطلق عليه تعالى كما لا يخفى كما على غيره في قوله تعالى يحب المحسنين ونجزى المحسنين وغير هما حتى يكون هو تعالى خيرهم كما في خير الغافرين وامثاله اللهم الا ان لا يجعل خير افعل التفضيل بل مثل ما يراد ________________________________________