[ 27 ] مظهرية اسم من اسمائه تعالى صار عبد ذلك الاسم كالرحمن أو القهار أو غير هما ولما كان لكل موجود نصيب من المعبودية كثير من الاشياء اتخذت اصناما كالشمس والقمر والنجوم والنار والبقر وغيرها من الدراهم والدنانير والمشتهيات التى نعبدها حالا لا مقالا وبذلك حقن دماؤنا قال تعالى الم اعهد اليكم يا بنى ادم ان لا تعبدوا الشيطان وقال عز اسمه افرايت من اتخذ الهه هواه وفى الحديث شر اله أو ابغض اله عبد في الارض الهوى والحاصل انه عند طلوع نور الحقيقة ينكشف انه لا معبود في الوجود الا هو وان جميع ما عداه باطل مضمحل ما خلا وجهه الكريم ثم انه اما صفة لموصوف محذوف والتقدير يا من لا اله الا انت أو انه من اسمائه تعالى المركبة الغوث الغوث يعنى الغياث الغياث الامان الامان من عظايم الاهوال ومن شدة العذاب والنكال التى لازمتنى من قبايح الاعمال فانه تعالى وان كان ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة لكنه اشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة والغوث من اسماء قطب العالم ايضا عند الصوفية فانهم قالوا بالاقطاب والاوتاد والابدال والغوث والامام والافراد والنقباء والنجباء ورجال الله وامثال ذلك من العبارات وقالوا ان الكل مستمد من الغوث فقال بعضهم ان لله تعالى رجالاهم رجال الاسماء وهم تسعة وتسعون رجلا ورجل جامع يقال له الغوث والفرد والقطب الجامع لا يعرفه احد من هذه التسعة والتسعين رجلا مع استمداد هم جميعا منه وقال بعض علماء علم الحروف ان من كان من هولاء في رجال الحروف النورانية كان الغالب عليه الظهور وارتفاع الصيت ومن كان في رجال الحروف الظلمانية كان الغالب عليه الخفاء وخمول الذكر اعلم ان مراد هم بالغوث قائم آل محمد صلى الله عليه وآله صاحب الامر والزمان المهدى المنتظر صلوات الله عليه كما انه يسمى عند الحكماء مدبر العالم وانسان المدينة وهو المسمى بالفار قليط كمال قال عيسى (ع) نحن ناتيكم بالتنزيل واما التأويل فسيأتي به الفارقليط في اخر الزمان وانما قلنا مرادهم بالغوث هو (ع) لما قال كمال الدين س القران لا يقرأه بالحق والحقيقة كما هو الا المهدى فان قوله (ع) ان الزمان دار إلى ان وصل إلى النقطة التى منها بدء مطابق لان الخاتم للاولياء هو المهدى لانه في الحقيقة هو الخاتم للولاية والنبوة والرسالة والافاق والانفس والقران والشرع والاسلام والدين لان الكل موقوف عليه قائم به بامر الله تعالى لانه القطب والوجود لا يقوم الا بالقطب ولا يبقى الا به كالرحا فانه لا يبقى نفعه ولا يدور الا بالقطب وقال الشيخ محى الدين العربي في فتوحاته ________________________________________