[ 26 ] عليه ما هو اجراه ويعود فيه ما هو ابداه ويحدث فيه ما هو احدثه اذن لتفاوتت ذاته ولتجزء كنهه ولا متنع من الازل معناه ولكان له وراء إذ وجد له امام ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان لا يتغير بحال ولا يتبدل في الاحوال ولا تبليه الليالى والايام ولا يغيره الضياء والظلام ليس في الاشياء بوالج ولا عنها بخارج وفى خطبة اخرى الحمد لله الذى لم يسبق له حال حالا فيكون اولا قبل ان يكون اخرا وظاهرا قبل ان يكون باطنا لم يحلل في الاشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو منها باين وقال صلوات الله عليه هو في الاشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مباينة فوق كلشيئ ولا يقال شيئ فوقه وامام كلشيئ ولا يقال له امام داخل في الاشياء لا كشيئ في شيئ داخل وخارج منها لا كشيئ من شيئ خارج وروى الصدوق في كتاب التوحيد عن ابى ابراهيم موسى ابن جعفر (ع) انه قال ان الله تبارك وتعالى لم يزل بلازمان ولا مكان وهو الان كما كان لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يحل في مكان ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور لا اله الا هو الكبير المتعال وقال بعض العارفين عرفت الله بجمعه بين الاضداد ونظم بعضهم بقوله فان قلت بالتنزيه كنت مقيدا * وان قلت بالتشبيه كنت مجددا وان قلت بالامرين كنت مسددا * وكنت اماما في المعارف سيدا فاياك والتشبيه ان كنت ثابتا * واياك والتنزيه ان كنت مفردا وإذا كان هذا هكذا فلما نزهه الداعي صار المقام مقام نفى التقييد واثبات الاحاطة لعلمه وقدرته ونوريته فقال لا متحيرا فيه ولا مفرغا إليه ولا مطمئنا به ولا مولعا عليه وبالجملة لا معبود الا انت فان لكل موجود نصيبا من المعبودية لكونه محتاجا إليه بوجه في نظام الكل فللمحتاج تذلل له ولذا كان عبده رسوله الخاتم ومن ثم ومن اجل ان العبد الحقيقي وما في يده من وجوده الذى في عينه الثابت وتوابع وجوده من حوله وقوته وخيراته لمولاه وهو صلى الله عليه وآله كان هذا شانه قدم كلمة عبده في التشهد على رسوله فهو صلى الله عليه وآله عبده بما هو هو ونحن لسنا كذلك الا باعانته ووسيلته اللهم قرب وسيلته وارزقنا شفاعته حتى ان من غلب عليه ________________________________________