[ 17 ] بسيط الحقيقة محض الوجود وصرف الخير وصرف الشيئ واجد لما هو من سنخ ذلك الشيئ مجرد عما هو من غرائبه وغريب الوجود ما هو من سنخ العدم بما هو ماخوذ بالحمل الاولى لا بالحمل الشايع الصناعي كان كل وجود حاضرا له اشد من حضوره لنفسه لان نسبة الشيئ إلى نفسه بالامكان ونسبته إلى علته بالوجوب فكما لا يشذ عن حيطة وجوده وجود كذلك لا يغرب عن علمه مثقال ذره ولذا قال الحكماء انه تعالى ظاهر بذاته لذاته لكونه مجرد أو كل مجرد عالم بذاته وذاته علة لجميع ما سواه كلياته وجزئياته والعلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول ومثلوا علمه تعالى بالعقل البسيط الاجمالي المنطوى فيه العقول التفصيلية ومعلوم ان المثال مقرب من وجه مبعد من وجوه وقال المعلم الثاني ينال الكل من ذاته فكما انه تعالى بوجود واحد مظهر لجميع الموجودات بنحو البساطة كذلك بعلم واحد يعلم جميع المعلومات وهذا معنى العلم الاجمالي في عين الكشف التفصيلي وكما ان الاشياء مرائى فيضه المقدس ورحمته الواسعة كما قال سنريهم اياتنا في الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق كذلك هو تعالى عن المثل وله المثل الاعلى كمجلاة يرى بها جميع الاشياء كلياتها وجزئياتها وغيبها وشهادتها كما قال تعالى اولم يكف بربك انه على كلشئ شهيد فذاته تعالى كالصورة العلمية التى بها ينكشف ذو الصورة الخاصة الا ان ذاته تعالى بذاته ما به ينكشف جميع الاشياء لا بصورة زائدة فإذا قلنا هو تعالى يعلم الاشياء عبرنا بالهوية التى هي موضوع هذه القضية عن مقام الكثرة في الوحدة اعني كثرة الاسماء ووحدة المسمى وعن مقام الوحدة في الكثرة اعني رحمته التى وسعت كل الكثرات والمهيات وتلك الرحمة هي امره الذى هو محض الربط به وداخل في صقعه فتم الكلام ولم يبق للعلم الذى هو المحمول معبر عنه علي حده وان غايره بحسب المفهوم بل المعبر عنه واحد عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير فان شئت سم ذلك الواحد ذاتا بلا علم زايد فانه نفس العلم وعين النورية والظهور قال (ع) كمال الاخلاص نفى الصفات عنه وان شئت سمه علما ولكن بلا ذات ورائه فانه قائم بنفسه قال (ع) علم كله قدرة كله إذ الحقيقة الواحدة يكون ذات درجات متفاوتة فالعلم قد يكون عرضا كعلم النفس بغيرها وقد يكون جوهرا نفسانيا كعلم النفس بذاتها وقد يكون جوهرا عقليا كعلم العقل بذاته وقد لا يكون جوهرا ولا عرضا بل واجبا ________________________________________