(579) قالوا لقومهم إنا برآؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير (4) ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) (5) آيتان بلا خلاف. قرأ عاصم (أسوة) بضم الهمزة في جميع القرآن. الباقون - بكسرها - وهما لغتان. يقول الله تعالى مخاطبا للمؤمنين وحاثا لهم على ترك موالاة الكفار ومبينا لهم ان ذلك غير جائز بأن قال (قد كانت لكم) في ترك موالاة الكفار وترك الركون إلى جنايتهم (اسوة حسنة) أي اقتداء حسن (في إبراهيم) خليل الرحمن (عليه السلام) (والذين معه) قال ابن زيد: يعني الانبياء. وقال غيره: يعنى الذين آمنوا معه (إذ قالوا) أي حين قالوا (لقومهم) من الكفار الذين كانوا يعبدون الاصنام (إنا برآؤ منكم) على وزن فعلاء، ومثله ظريف وظرفاء وكريم وكرماء وفقير وفقراء الهمزة الاولى لام الفعل والثانية المنقلبة من الف التأنيث والالف التي قبله الهمزة زيادة مع علامة التأنيث، وهو جمع برئ وبراؤ منكم (ومما تعبدون من دون الله) أي وبريئون من الاصنام التي تعبدونها، ويجوز أن تكون (ما) مصدرية ويكون المعنى وبريئون من عبادتكم للاصنام (كفرنا بكم) أي يقولون لهم: جحدنا ما تعبدون من دون الله وكفرنا به (وبدأ بيننا) أي ظهر بيننا (وبينكم العداوة