(15) قوله تعالى: * (قال ربكم ورب آبائكم الاولين (26) قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون (27) قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28) قال لئن اتخذت إلها غيري لاجعلنك من المسجونين (29) قال أو لو جئتك بشئ مبين) * (30) خمس آيات بلا خلاف. قال لما قال فرعون لمن حوله " ألا تستمعون " إلى قول موسى فانه يقول ربه رب العالمين الذي خلق السموات والارض وما بينهما ! معجبا لهم من قوله، قال موسى " ربكم " الذي خلقكم ويملك تدبيركم وخلق آباءكم الاولين، وملك تدبيرهم، وتدبير جميع الخلق. والاول الكائن قبل غيره والآخر الكائن بعد غيره، والكائن على صفة أول في كونه على تلك الصفة، نحو الاول في دخول الدار، فقال فرعون - عند ذلك حين لم يجد جوابا لكلام موسى - لقومه " إن رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون " يموه عليهم، اني اسأله عن ماهية رب العالمين فيجيبني عن غير ذلك، كما يفعل المجنون. والجنون داء يعتري النفس يغطي على العقل، وأصله الستر من قولهم: جنه الليل وأجنه إذا ستره بظلمته والجنة البستان الذي يجنه الشجر، فقال موسى عند ذلك ان الذي ذكرته انه " ربكم ورب آبائكم الاولين "... " هو رب المشرق والمغرب " فالمشرق الموضع الذي تطلع منه الشمس، والمغرب الموضع الذي تغرب فيه الشمس يقال: