(516) فهوروح وبدن الا أن فيهم من الاغلب عليه الروح، وفيهم من الاغلب عليه البدن. ثم قال: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك " ومعناه اني اقدر ان آخذ ماأعطيك، كما منعته من غيرك، لكني ي دبرتك بالرحمة لك، فأعطيتك ما تحتاج اليه ومنعتك مالاتحتاج اليه والى النص عليه. وان توهم. قوم أنه ممايحتاج اليه، فتدبر أنت بتدبير ربك وارض بما اختاره لك، ولو فعلنا ذلك لم تجد لك علينا وكيلا يستوفي ذلك منا، وقال قوم: معنى " وان شئنا لنذهبن " اي لنمحون - هنا - القرآن من صدرك وصدر أمتك. وقوله: " الا رحمة من ربك " اعطاك ما اعطاك من العلوم ومنعك مامنعك منها " إن فضل الله كان " فيما مضى وفيما يستقبل " عليك كبيرا " عظيما، فقابله بالشكر. قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا (88) ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبي أكثر الناس إلا كفورا (89) وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا) (90) ثلاث آيات. قرأ اهل الكوفة " تفجر " بالتخفيف. الباقون بالتشديد، يقال: فجر يفجر بالتخفيف إذا شق الانهار، ومن شدد، فلقوله " وفجرنا خلالها نهرا " (1) اي مرة بعد مرة، ولقوله " فتفجر الانهار خلالها تفجيرا " فالتفجير لايكون إلا من فجر. في الآية الاولى، تحدي للخلق ان يأتوا بمثل هذا القرآن وأنهم يعجزون عن ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 18 الكهف آية 34