(11) ان فعلتم ذلك غفرنا لكم خطاياكم. وقوله (سنزيد المحسنين) معناه سنزيد المحسنين منكم نعما وفضلا في الدنيا والاخرة، ولا نقتصر لهم على نعم هذه القرية. ورفع حطة على تقدير مسألتنا حطة ومطلوبنا حطة. وان نصب جاز بمعنى حط عنا حطة. وقوله سجدا نصب على الحال من دخول الباب. وقال ابوعلي ليس بحال لدخول الباب، لانهم بدلوا في حياة موسى. قوله تعالى: فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (161) آية اخبر الله تعالى عن هؤلاء الذين امرهم بدخول القرية متواضعين، وان يقولوا حطة لذنوبنا، انهم بدلوا قولا غير الذي قيل لهم. والتبديل تغيير الشئ برفعه إلى بدل، فقال الحسن قالوا حنطة بدل حطة. وقال قوم: قالوا قولا ينافي الاستغفار ويخالف التوبة. وقالوا ما يدل على الاصرار. واخبر تعالى انه ارسل عليهم عند ذلك رجزا وهو العذاب والعقوبة جزاء بما كانوا يفعلونه من معاصي الله تعالى ويظلمون بها انفسهم. واصل الرجز الميل عن الحق فمنه الرجازة وما يعدل به الحمل اذا مال عن خفة والرجز عبادة الوثن. والناقة الرجزاء التي تميل في احد شقيها لداء يعرض لها في عجزها قوله تعالى: وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لاتأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (162) آية.