(10) وبنى الفعل للمفعول اشبه بما قبله، لان قبله واذ قيل. ومن قرأ بالنون فلقوله " سنزيد المحسنين " وخطايا جمع خطيئة جمع تكسير (وخطياتكم) مسكنا لانه يكثر فيه السكون وسميت القرية قرية لان الماء يقري اليها يقال قريت الماء في الحوض أقريه قريا إذا حمعته. ويجوز ان يكون مشتقا من اجتماع الناس اليها. وقد مضى تفسير مثل هذه الاية في سورة البقرة (1) فلا معنى لاعادته. وإنما نذكر جمل ذلك فنقول: هذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) يقول اذكر يا محمد اذ قيل لبني اسرائيل اسكنوا هذه القرية وهي بيت المقدس على قول الجبائي وغيره من المفسرين وقال الحسين هي ارض الشام. وقال قوم غير ذلك. وقد ذكرنا اختلافهم في سورة البقرة (2) لانه كان امرهم بدخولها واخراج من فيها من الكفار وغيرهم ووعدهم ان يوسع عليهم فيها الزرق ويبيحهم ذلك ليأكلوا من حيث شاؤا ما يريدون من انواع الاغذية والرزق. وقال لهم: " كلوا من حيث شئتم " على كثرة الرزق والغذاء في هذه القرية وفي كل ناحية منها. وقوله تعالى: " وادخلوا الباب سجدا " يعني متواضعين وكانوا امروا بأن يدخلوا بابا منه معينا في هذا الموضع كانوا فيه - في قول الجبائي - وقال ذلك قبل دخلوهم إلى بيت المقدس، قال ولم يد ان يدخلوا الباب سجدا منحنين. قال ابن عباس كان هناك باب ضيق امروا بان يدخلوه ركعا فدخلوه على استاههم. وقيل لهم " قولوا حطة " أي مغفرة، فقالوا حنطة. وذكرنا اختلاف الناس في ذلك. وقوله " وقولوا حطة " معناه قولوا حط عنا ذنوبنا وهو بمنزلة الاستغفار والتوبة. وقوله " نغفر لكم خطاياكم " جواب الامر وفيه معنى الجزاء. والتقدير انكم ـــــــــــــــــــــــ (1، 2) آية 58 المجلد 1 / 263 (*)