(7) وصريح الاية يدل على بطلان قول من قال لا يهدي إلى الحق الا الله تعالى، لان الله تعالى بين ان فيمن خلقه امة يهدون بالحق وبه يعدلون، وظاهر ذلك الحقيقة وصريح الاية بخلاف ما يقوله المخالف، ولا ينافي ذلك قوله تعالى " من يهد الله فهو المهتدي " (1) لانه يصح اجتماعه مع ذلك، والمعنى من يهده الله إلى الجنة فهو المهتدي اليها على ان قوله تعالى " من يهد الله فهو المهتدي، لا يمنع من ان يهديه ايضا غير الله ويهتدي، لان المتعلق بذلك تعلق بدليل الخطاب. وهو ليس بصحيح عند اكثر العلماء، على ان من هدى غيره إلى الحق فانما يهديه بأن ينبهه على الحجج التي نصبها الله على الحق فجاز ان يضاف ذلك إلى انه بهداية الله. ومن حمل قوله تعالى " يهدون " على ان المعنى يهتدون فقد غلط، لان ذلك لايعرف في اللغة. قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقيه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (159) آية. قد مضى تأويل معنى اكثر هذه الاية في سورة البقرة (2) فلا معنى للتطويل بذكر ما مضى وانما نذكر مالم يذكر هناك: انما انث قوله اثنتي عشرة اسباطا لان النية التقديم والتأخير والتقدير وقطعناهم امما اثنتي عشرة اسباطا ولم ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الاعراف آية 177 (2) آية 60 من سورة البقرة المجلد 1 / 269 (*)