(5) قوله تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والارض لاإله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) (157) آية. أمر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) ان يخاطب الخلق، ويقول لهم إني رسول الله أرسلني اليكم يعني إلى الناس أجمع " الذي له ملك السماوات والارض " يعني ارسلنى اليكم الذي له التصرف في السماوات والارض من غير دافع، ولامنازع " لا إله اي لا معبود " إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله " أمر من النبي (صلى الله عليه وآله) للخلق بأن يصدقوا بتوحيد الله ويقروا بنبوة النبي " الامي الذي يؤمن " يعني يصدق بالله وكلماته، وأمرهم بأن يتبعوه ويرجعوا إلى طاعته لكي يهتدوا إلى الثواب والجنة. و " جميعا " نصب على الحال من ضمير المخاطب الذي عمل حرف الاضافة فيه والعامل في الحال معنى الفعل في " رسوله " الا أنه لايتقدم على حرف الاضافة، لانه قد صار بمنزلة العامل. وإنما وصفه بأنه يحيي ويميت لانه لايقدر على الاحياء إلا الله، ولاعلى الاماتة أيضا سواه لانه لو قدر أحد على الاماتة لقدر على الاحياء، لان من شأن القادر على الشئ أن يكون قادرا على ضده، وانما استعمل بمعنى لتهتدوا على الرجاء والطمع في الفوز به من العذاب. قوله تعالى: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (158) آية.