(547) قوله تعالى: ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني فلا تشمت بي الاعداء ولاتجعلني مع القوم الظالمين (149) آية بلاخلاف. قرأ حمزة والكسائي وأبوبكر وابن عامر " ابن أم " بكسر الميم. الباقون بالفتح والقراء كلهم على " تشمت " بضم التاء. وقرأ حميد الاعرج، ومجاهد " لاتشمت " بفتح التاء. واللغة الفصيحة بضم التاء من (أشمت) وقد ذكر: شمت يشمت، وأشمت يشمت. أخبر الله تعالى في هذه الاية أن موسى حين رجع من مناجاة ربه رجع غضبان آسفا، لمارأى من عكوف قومه على عبادة العجل. والغضب معنى يدعو إلى الانتقام على ماسلف وهويضاد الرضا، يقال: غضب غضبا وأغضبه إغضابا وغاضبه مغاضبة وتغضب تغضبا، والاسف الغضب الذي فيه تأسف على فوت ماسلف. وقال ابن عباس: أسفا يعني حزينا، وقال أبوالدرداء: معناه شديد الغضب بدلالة قوله تعالى " فلما آسفونا انتقمنا " (1) ومعناه أغضبونا كغضب المتحسر في الشدة، وهو مجاز في الصفة. وقوله تعالى " بئس ما خلقتموني من بعدي " معناه بئس ماعملتم خلفي، يقال: خلفه بمايكره وخلفه بمايحب إذا عمل خلفه ذلك العمل يقال: خلف خلفا، وأخلف إخلافا، وخالفه مخالفة، واختلف اختلافا، واستخلف استخلافا ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 43 الزخرف آية 55.