(4) قوله تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " (1) وقال الحسن: هم الذين يشهدون بالايمان. وقال أبوعلي الذين يشهدون بتصديق نبيك وكتابك. قوله تعالى: ومالنا لانؤمن بالله وماجاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين (87) آية بلا خلاف. هذا إخبار عن هؤلاء الذين آمنوا من النصارى بأنهم قالوا: " ومالنا " قال الزجاج: وهو جواب لمن قال لهم من قومهم معنفين لهم: لم آمنتم. وقال غيره: قدروا في أنفسهم كأن سائلا يسألهم عنه، فاجابوا بذلك. وقوله " لانؤمن " في موضع نصب على الحال، وتقديره أي شئ لنا تاركين للايمان أي في حال تركنا للايمان. والايمان هو التصديق عن ثقة، لان الصدق راجع إلى طمأنينة القلب بماصدق به. والحق هوالشئ الذي من عمل عليه نجا، ومن عمل على ضده من الباطل هلك. ومعنى (من) - هاهنا - قيل في معناه قولان: أحدهما - تبيين الاضافة التي تقوم مقام الصفة، كأنه قيل: والجائي لنا الذي هو حق. وقال آخرون: إنها للتبعيض لانهم آمنوا بالذي جاءهم على التفصيل. ووصف القرآن بأنه (جاء) مجاز، كما قيل: نزل، ومعناه نزل به الملك، فكذلك جاء به الملك. ويقال: جاء بمعنى حدث نحو " جاءت سكرت الموت " (2) وجاء البرد والحر. وقوله " ونطمع " فالطمع تعلق النفس بما يقوى أن يكون من معنى ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 2 البقرة آية 143 (2) سورة 50 ق آية 19