( 10 ) ومصطلح البحث الدلالي من المصطلحات النقدية المعاصرة في منهج التحديث الأوروبي ولهذا فقد كان طبيعياً وموضوعياً أن نستعرض بعض ملامح هذا البحث بلغته المحدثة ، والتي يمكن لمحها عند المقارنة الجادة بين الموروث الدلالي عند العرب والمسلمين ـ قبل أن يتحقق مفهومه في الدرس النقدي الجديد ـ وبين معطيات الفكر الأوروبي الحديث والعربي المعاصر . وانطلاقاً من هذه الحقيقة العلمية فقد فضلت أن أشير إلى أن دراسات المحدثين في هذا الميدان تستأهل الاهتمام المبكر بغية تخطيط البحث نظرياً وموقفاً ، ولدى عرضه سيتجلى التجديد في مجال الأسلوب ، والبقاء على الموقف الأم في التراث الاسلامي عند العرب ، وستجري تطبيقات البحث بالوقوف عملياً عند طائفة مختارة من الزخم القرأني لغوياً ونقدياً في لمحات خاطفة على سبيل الأنموذج والمثال ، ونكون بذلك قد أجرينا المقارنة العلمية الكاشفة من جهة ، ودللنا على تطور البحث من جهة أخرى ونظّرنا له بالقرآن الكريم تطبيقاً . وفي ضوء هذا التخطيط الأولي كانت معالم البحث متسعةً لثلاثة فصول على النحو الاتي : ـ الفصل الأول :نظرية البحث الدلالي عند المحدثين . الفصل الثاني : أصالة البحث الدلالي عند العرب المسلمين . الفصل الثالث : تطبيقات البحث الدلالي في القرآن الكريم . ولقد رأيت من المفيد حقاً ـ بعد هذه الفصول ـ أن أخصص فصلاً إضافياً قائماً بذاته ، لمعجم تقريبي إحصائي بأسماء أبرز الدلاليين العالميين من النقاد والبلاغيين ، قدامى ومحدثين ، تسهيلاً لمهمة الباحث الأكاديمي حينما يتناول نظرية الدلالة لدى " السمانتيكيين " في الموضوع على وجه التفصيل لأوجه الإشارة والتمثيل كما هو في طبيعة هذا البحث في النظرية والتطبيق . وتبقى محاور هذا البحث المركزية متمثلة بالتحديث أولاً ، وبالتراثية ثانياً ، وبالتنظير القرآني أخيراً ، وليس في البحث مسح إحصائي لهذه