( 6 ) هذا زيادة على حرص المسلمين وعنايتهم البالغة وتفانيهم من أجل أن لا تمتد إلى القرآن الكريم يد التغيير أو التبديل حتى ولو بحرف واحد ؛ لاَنّه دستورهم المقدس، وكتاب ربهم تعالى الذي خاطب فيه نبيهم الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله تعالى: ( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينا بَعضَ الاَقاوِيلِ *لاخذنا مِنهُ باليَمِينِ* ثم لَقَطعنَا مِنهُ الوَتِينَ ). وقد صرّح أهل البيت (عليهم السلام) ـ الَّذين هم عدل الكتاب كما نطق الرسول الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين ـ بسلامة القرآن، من الزيادة والنقصان، وتابعهم على ذلك أئمة أعلام الشيعة ومحققو علماء أهل السنة، وشذّ من شذّ لروايات لم تثبت ولم تصح سنداً، وأمّا ما صحَّ منها فمؤول بوجه مقبول، ومصروف عن ظاهره قطعاً ؛ لمخالفته الاَدلة القاطعة والبراهين الساطعة على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان. وهذا الكتاب يتضمّن ـ على صغر حجمه ـ بحثاً موضوعيّاً وتحقيقاً شاملاً عن المسألة، ويثبت (سلامة القرآن من التحريف والزيادة والنقصان) بالاَدلة والبراهين المتقنة عند الفريقين ويعالج أهم الشبهات المثارة معالجة دقيقة موضوعية. فإليك ـ عزيزي القارئ ـ يقدّم مركزنا اصداره الثاني هذا، خدمةً للقرآن العظيم وإيفاءً بالعهد في تقديم الزاد الفكري الرصين. والله وليّ التوفيق. مركز الرسالة