( 5 ) مـقـدمـة الـمـركـز بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الاَنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطاهرين. القرآن الكريم كتاب الله المنزّل على رسوله النبي الاَمين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو دستور الاِسلام الخالد ( لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ ولا مِنْ خَلفِهِ )، وقد أجمع المسلمون على أنّه المصدر الاَوّل في التشريع الاِسلامي، والمرجع الاَساس في استقاء الفكر والعقيدة والنظم والمفاهيم الاِسلامية ؛ ولذلك كلّه حرصَ الرسول الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على سلامة هذا القرآن وتبليغه كما أُنزل حرفاً بحرف وكلمة كلمة، وكيف لا يحرص على ذلك وهو برهان نبوته، ومعجزة الاِسلام الخالدة. !؟ فالظروف التي أحاطت بنزول القرآن الكريم تقتضي سلامته من مزعومة التحريف ؛ لاَنَّ الرسول الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بتدوين النصّ القرآني أوَّلاً بأوَّلٍ، وقد اتخذ كُتّاباً يكتبون الوحي حين نزوله، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يشرف بنفسه على وضع كلِّ آيةٍ في موضعها من السورة، ولم يكتفِ بذلك، بل كان يأمر باستظهار القرآن الكريم وتعلُّمِه لينضمَّ الاستظهار إلى التدوين في حفظ القرآن الكريم وسلامته.