(18) المعاني، وما بحثه من المعاني الثانوية في تقديم العبارة، وعائدية الضمائر ومعنى المعنى، وتعلق البيان بعضه ببعض (1). إن الحضارة الانسانية اليوم بحاجة إلى هذا المنهج في استجلاء جمال القرآن، وإستقراء خفايا مكنوناته، أما التعدي على مقام القرآن ووحدته الفنية بالإيغال في النزاعات التقليدية، والاصحار بمتاهات الخصومات، فأمر ترفضه عقلية المثقف العصري، وتلفظه روحية البحث الموضوعي، وحسبك في كتب الكلام ومصنفات الاحتجاج وصنوف المقالات غنية عن ذلك. وللتاريخ فإن صاحب هذا المنهج في القرن العشرين هو أستاذنا العلامة الشيخ أمين الخولي ( ت: 1966 م ) حينما أنيط به تدريس التفسير والأدب معاً في الجامعة المصرية، فأتى على درس التفسير وجعله كاشفاً عن إعجاز القرآن البياني، وأوضح منهجه بذلك في مناهج تجديد، وترجمه بمحاضراته في أمثال القرآن (2). فالقرآن كما يقول: " كتاب العربية الأكبر، وأثرها الأدبي الأعظم، فهو الكتاب الذي أخلد العربية، وحمى كيانها، وخلد معها، فصار فخرها، وزينة تراثها... إن التفسير اليوم هو: الدراسة الأدبية الصحيحة المنهج، الكاملة المناحي، المتسقة التوزيع، والمقصد الأول للتفسير أدبي محض صرف " (3). وإتجه لهذا المنهج كوكبة من أساتذة الجامعات في الوطن العربي غيرة منهم على القرآن وترسيخ مبادئ إعجازه، ومن أبرزهم في هذا المضمار الدكتورة بنت الشاطيء فأصدرت الاعجاز البياني للقرآن الكريم والتفسير البياني للقرآن الكريم. وهناك ملحظ مهم يتعلق بهذا المنهج، وهو الحفاظ على سلامة اللغة العربية من التدهور والضياع فهي لغة كتاب مقدس، والحفاظ عليها يرتبط ____________ (1) ظ: المؤلف ـ المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 104. (2) ظ: أمين الخولي ـ مناهج تجديد في التفسير والأدب والنحو + محاضرات في أمثال القرآن ـ مخطوطة في حوزة الدكتور مصطفى ناصف. (3) أمين الخولي ـ دائرة المعارف الأسلامية، مادة تفسير: 366 ـ 367.