[381] * * * وفي الآية الخامسة والاخيرة من البحث يعتبر "تأليف القلوب" اُحد الأدلة المهمّة على انتصار نبي الاسلام ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فيقول: (هُوَ الّذي أيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبالْمُؤْمِنيْنَ ـ وأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ). ويثبتُ هذا التعبير بوضوح انَّ تأليف القلوب يعتبر أمراً حتمياً من اجل التغلُّب على المشكلات الاجتماعية، وقد خلقَ اللهُ هذا الاستعداد لدى البشر ولولاه لم يتسنَ التأليفُ بين القلوب، ولو لم يحصل فستضطرب حياة البشر الاجتماعية. ثمَّ يُلمِّحُ إلى مسألة لطيفة وهي انَّ تأليف القلوب لا يتحقق بالطرق المادّية، بل يمكن تحقيقه من خلال الايمان والاساليب المعنوية والقيم الإنسانية السامية، فيقول: (لَوْ أَنْفَقْتَ مـا في الأرْضِ جَميْعاً مـا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبْهِم وَلكِنَّ اللهَ الَّفَ بَيْنَهُمْ)(إنّهُ عَزيْزٌ حَكِيْمٌ). صحيحٌ انَّ هذه الآية زلت بخصوص اصحاب رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، الاّ انَّ من الواضح انَّ مفهومها عامٌ ويشملُ المؤمنين قاطبةً، كما اُشير إلى هذا المعنى في تفسير الميزان. (1) انَّ المسائل الماديّة وبسبب ضيقها تكون مصدراً للنزاعات والصراعات، ولو ــــــــــــــــــــــــــــ. (1) "الميزان" ج 9 ص 120.