( 15 ) وقبل هؤلاء كان أبان بن تغلب الكوفي ( ت : 141 هـ ) قد ألف كتاب " الغريب في القرآن " وذكر شواهده من الشعر(1) . وبعد هذه الجريدة في معاني القرآن وغريب القرآن ، يبقى " مجاز القرآن " ، ويبدو أن التسمية بهذا العنوان كانت من سبق أبي عبيدة ، معمّر بن المثنى الليثي ( ت: 210 هـ ) فكان من أوائل من كتبوا في هذا الأسم بالذات بالمؤشر الذي أوضحناه ، فوضع كتابه " مجاز القرآن " على هذا النحو ، وهو كتاب لغة وتفسير مفردات ، لا كتاب بلاغة وبيان ، والدليل على ذلك أنه قد يسمى " غريب القرآن " باعتباره ترادف الغريب والمجاز عندهم ، كترادف الغريب والمعاني ، وقد نص على تسميته بهذا الإسم " غريب القرآن " ابن النديم(2) . وقال إبن خير الأشبيلي : " وأول كتاب جمع في غريب القرآن ومعانيه : كتاب أبي عبيدة : معمر بن المثنى ، وهو كتاب المجاز "(3) . وقد أيّد الزبيدي هذا الاتجاه فقال : " سألت أبا حاتم عن غريب القرآن لأبي عبيدة الذي يقال له المجاز "(4) . وهذان النصان يؤيدان ما نذهب اليه أن لا علاقة لمجاز أبي عبيدة بالمجاز الصطلاحي ، حتى قال محققه الدكتور سزكين : " ومهما كان من أمر فإن ابا عبيدة يستعمل في تفسيره للآيات هذه الكلمات : " مجاز " كذا " و " تفسير كذا " و " معناه كذا " و " وغريبه " و" تقديره " و " تأوليه " على أن معانيها واحدة أو تكاد . ومعنى هذا أن كلمة " المجاز عنده عبارة عن الطريق التي يسلكها ____________ (1) ظ : الخوئي ، معجم رجال الحديث : 1/ 32 . (2) ظ : ابن النديم ، الفهرست : 52 . (3) ابن خير ، الفهرست : 134 . (4) الزبيدي ، طبقات النحويين :125 .