( 42 ) أنبياء، أمير المؤمنين يدينني إلى قاض يقضي عليه... ثمّ قال: الدرع واللّه درعك ياأمير المؤمنين وقد كنت كاذباً فيما ادّعيت. وبعد زمن شهد الناس هذا الرجل وهو من أصدق الجنود، وأشدّ الأبطال بأساً وبلاءً في قتال الخوارج يوم النهروان إلى جانب الإمام عليّ (1). وفي رواية مماثلة: أنّ يهودياً خاصم عليّاً ـ عليه السلام ـ في أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فقال له عمر: قم يا أبا الحسن وقف مع خصمك. فتغيّر وجه الإمام ـ عليه السلام ـ وبعدالانتهاء من المرافعة قال له عمر: يا أبا الحسن لعلّه ساءك أمري; أن تقف مع خصمك اليهوديّ ؟ قال ـ عليه السلام ـ: "كلاّ، وإنّما ساءني أنكّ كنّيتني ولم تساو بيني وبين خصمي، والمسلم واليهوديّ أمام الحقّ سواء"(2). كما مرّ شيخ أعمى كبير السنّ يستجدي ويسأل الناس فقال عليّ ـ عليه السلام ـ ـوهو آنئذ في أيّام خلافته ـ: "ما هذا" ؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين نصرانيّ ! فقال أمير المؤمنين: "استعملتموه حتّى إذا كبر و عجز منعتموه ؟ أنفقوا عليه من بيت المال"(3). وقبل كلّ ذلك يشير القرآن الكريم إلى قانون التسامح الدينيّ هذا، فهو يسمح للمسلمين بأن يعاملوا غيرهم من الطوائف والجماعات غير المسلمة بالعدل والرفق، والشفقة ما داموا لا يت آمرون على المسلمين ولا يسيئون إلى أمنهم، ولا يؤذونهم بالقتال أو ــــــــــــــــــــــــــــ 1- الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانيّّة:87 ـ 88، بحار الأنوار 9:598 طبعة تبريز مع اختلاف يسير. 2- الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانيّة:49. 3- الوسائل 11:49 ( الطبعة الجديدة ).