( 21 ) فإنّ يد اللّه على الجماعة وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشاذّ من النّاس للشّيطان، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب ألا من دعا إلى هذا الشّعار فاقتلوه، ولو كان تحت عمامتي هذه"(1). وقال ـ عليه السلام ـ في حديث آخر: "من فارق جماعة المسلمين ونكث صفقة الإمام جاء إلى اللّه عزّ وجلّ أجذم"(2). وقال الإمام الصادق جعفر بن محمّد ـ عليه السلام ـ: "من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه"(3). إلى غير ذلك من النصوص الإسلاميّة الداعية إلى رصّ الصفوف، وتعميق الوحدة، وجمع الكلمة، ومن المعلوم أنّ ذلك لا يمكن ان يتحقّق إلاّ بوجود دولة وجهاز يؤلّف بين الآراء ويجمع الكلمة، ويوفّق بين المصالح، ويحافظ على العلاقات، ويعيد الشاذّ إلى رشده والخارج إلى صفّه، إذ لولا ذلك الجهاز(الدولة) لذهب كلُّ فريق مذهباً، واتّخذت كلُّ جماعة طريقاً، وتمزّق المجتمع أشتاتاً، وعادت الوحدة اختلافاً وتفرقة. وصفوة القول: أنّ الدولة عامل الوحدة ورمز الت آلف، بقدر ما هي طاردة للفرقة، وما نعة عن التخالف. الثانية: أنّ ملاحظة ذات القوانين الإسلاميّة في مختلف المجالات الحقوقيّة والاجتماعيّة والماليّة تفيد أنّ طبيعتها تقتضي وجود الدولة. فالإسلام الذي دعا إلى الجهاد والدفاع، ودعا إلى إجراء الحدود والعقوبات على العصاة والمجرمين ودعا إلى انصاف المظلوم، وردع الظالم، وسنّ نظاماً خاصاً وواسعاً للمال. إنّ الدعوة إلى كلّ هذه الأحكام تدلُّ ـ بدلالة التزاميّة ـ على أنّ اللّه قد فرض وجود دولةً قويةً تقوم بإجرائها في المجتمع. إنّ الإسلام ليس مجرد أدعية خاوية أو طقوس ومراسيم فرديّة يقوم بها كلُّ فرد في ــــــــــــــــــــــــــــ 1- نهج البلاغة الخطبة 123 طبعة عبده. 2- الكافي 1:405 كتاب الحجة. 3- الكافي 1:405 كتاب الحجة.