( 655 ) (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً).(1). توجب علينا أن نجعل حياة النبي وفعله أُسوة لنا حتى في موضوع تأسيس الدولة. ولقد أدرك المسلمون ـ بعد وفاة النبي ـ ضرورة وجود قائد للأُمّة، وإمام للمسلمين، فاتفقوا على وجود زعيم لهم بعد وفاة نبيهم، فصاروا فرقتين: فرقة تزعم أنّ حل هذه المشكلة بيد الأُمّة وأنّ لها تنصيب من يشغل هذه المنصة، في حين أنّ فريقاً آخر راح يستمد من نصوص النبي ويقول إنّ النبي قد سد هذا الفراغ ولم يهمل أمر الخلافة والقيادة، وعين القائد والخليفة من بعده، وبالتالي لم يكن بين المسلمين واحد ينكر ضرورة وجود الأمير والقائد . وانطلاقاً من الأهمية التي تكمن في تأثير الحكومة في إصلاح أمر الناس عاجلاً وآجلاً قال الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ في حديث مقتضب له: "لا يستغني أهل كل بلد من ثلاثة، يفزع إليه في أمر دنياهم وآخرتهم، فإن عدموا كانوا همجاً: فقيه عالم ورع، وأمير خيّر مطاع، وطبيب بصير ثقة".(2) كما صرح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ بهذه الفريضة الدينية في إحدى خطبه، إذ قال: "والواجب في حكم اللّه والإسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يقتل، ضالاً كان أو مهتدياً، مظلوماً كان أو ظالماً، حلال الدم، أو حرام الدم أن ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . الأحزاب: 21. 2 . تحف العقول: 237.