( 653 ) "أمّا الإمرة البرة فيعمل فيها التقي، وأمّا الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي، إلى أن تنقطع مدته، وتدركه منيته"(1). وعلى هذا البيان يكون وجود الدولة ضرورة اجتماعية لا مناص منها. أضف إلى ذلك أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كلّف بعد رجوعه من حجة الوداع في غدير خم بأن ينصّب علياً خليفة من بعده لإمرة المسلمين، من جانب اللّه، وكان الأمر الإلهي مصدراً بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).(2). ثم يجسد اللّه أهمية هذا الموضوع وخطورته القصوى بأنّ عدم إبلاغ ما أُوحي إليه في أمر الخلافة يساوي عدم إبلاغ الشريعة رأساً، إذ قال تعالى: (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).(3). إنّ هذه الآية كما تدلّ على مقام الإمام وعظيم مكانته تكشف ـ كذلك ـ عن أهمية مقام الإمامة وخطورة قيادة المجتمع، لأنّه بسبب الإمام القائد تشرق أشعة العدالة على المجتمع البشري ولا تغيب، وهو الذي بسببه تبقى التعاليم الإلهية حية مصانة من كل تحريف، وبسببه تصل البشرية إلى شواطئ السعادة المادية والمعنوية على السواء. الآثار السيئة لفقدان القائد لقد بلغ الإسلام في حرب أحد أخطر مراحله، حيث عمد العدو إلى بث ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . نهج البلاغة: الخطبة 39. 2 . المائدة: 67. 3 . المائدة: 66.