( 617 ) إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيم) .(1) والمنسك الوارد في الآية ليس إلاّ الشريعة الإلهية التي أنزلها اللّه تعالى على كل أُمّة حسب احتياجاتها وظروفها، ثم كان يحدث فيها التغيير مع مرور الزمن وتقدّم الأُمم وتوسع نطاق حاجاتها وتكاملها، حتى أكملها اللّه وأتّمها في نهاية المطاف، وإن كان كل شريعة منها كاملة بالنسبة إلى الظروف والأُمم التي أُرسلت إليها. ما هي معاني: الدين، الشريعة، الملّة؟ حيث وردت في الآية 161 من سورة الأنعام لفظة الدين والملّة ـ كما لاحظناه ـ يجدر بنا أن نوضح الفرق بين هاتين اللفظتين ولفظة الشريعة. إنّ الدين حسب اصطلاح القرآن هو الطريقة الإلهية العامّة التي تشمل كل أبناء البشر في كل زمان ومكان ولا تقبل أيَّ تغيير وتحويل مع مرور الزمن وتطور الأجيال، ويجب على كل أبناء البشر اتباعها، وهي تعرض على البشرية في كل أدوار التاريخ بنحو واحد دونما تناقض وتباين. ولأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً، فلا يقول: "الأديان" وإنّما يذكره بصيغة المفرد، كما يقول: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الإسْلاَمُ) .(2) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).(3) ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . الحج: 67. 2 . آل عمران: 19. 3 . آل عمران: 85.