( 614 ) آيات الأحكام، فما هو المبين راجع إلى غير هذه المجملات كالصلاة والصوم وغيرهما ممّا بيّنها الرسول بأعماله وأقواله، وقال: صلّوا كما رأيتموني أُصلّي ـ مثلاً ـ كما أنّه لا منافاة بين أن يكون بعد من أبعاد آية واحدة واضحاً جليّاً في حين يكون البعد الآخر منه خفيّاً محتاجاً إلى بيان الرسول وخلفائه ـ صلوات اللّه عليهم ـ . وبذلك يظهر أنّه لا منافاة بين هذه الطوائف من الآيات التي نقلنا نماذج منها. إذا وقفت على ذلك تعرف أنّ ما ورد عن النبي الأعظم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حجّة ملزمة واجبة الاتّباع بحكم كونه مبيّناً للقرآن، لأنّه يرجع إلى بيان الأحكام التي وردت أُصولها وكليّاتها في القرآن كالآيات المرتبطة بالعبادات والمعاملات والسياسات. يبقى أن نعرف أنّ أقوال الأئمّة المعصومين مأخوذة ـ بحكم حديث الثقلين(1) وحديث سفينة نوح(2) ـ من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ومنتهية إليه. وبملاحظة هذه الأُمور كلّها يتضح موضع القرآن وأقوال الرسول وأهل بيته المعصومين، ويتجلّى لنا موقعهم في النظام الإسلامي. هذا مضافاً إلى أنّ ما يدل على حجية قول النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لا ينحصر في ما ذكرنا، بل هناك آيات أُخرى تشهد بحجية قول النبي وفعله، كقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى).(3) (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).(4) وغيرها من الآيات التي تدارسها المحققون في مبحث العصمة. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . حديث الثقلين هو: "إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي" وهو مشهور . 2 . حديث السفينة هو: "مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق" وهو مشهور أيضاً. 3 . النجم: 3 و 4. 4 . الحشر: 7.