( 40 ) ويقول ـ عليه السَّلام ـ في ختام دعائه: "يا من تجلّـى بكمال بهائه، كيف تخفى وأنت الظاهر؟! أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟"(1). ولكن لابد أن نعلم أنّه لا تنافي بين "بداهة وجود اللّه" و "فطرية الإيمان به"فلا مانع من أن يكون وجود اللّه بديهياً ويكون الإيمان بوجوده فطرياً أيضاً. وفي الحقيقة فإنّ بداهة وجود اللّه ما هي إلاّ نتيجة فطريته، لأنّ أحد أقسامالبديهي هو: "الفطريات" كما هو واضح لمن يراجع هذا البحث في محله(2). ولأجل ذلك لا مانع من أن تكون مسألة وجود اللّه بديهية وفطرية في آن واحد وما ذلك إلاّ لأنّ الإيمان بوجوده تعالى قد امتزج بوجداننا وبفطرتنا، ولذلك يبدو وجوده لنا في صورة الأمر البديهي. الإنسان يبحث عن اللّه فطرياً يذهب أكثر المفسرين إلى أنّ فطرية الإيمان باللّه أمر يمكن استفادته من الآيات القرآنية(3)وإذا بهم يجعلون الإيمان باللّه كسائر الغرائز المتأصلة في البشر 1 . راجع كتاب الأدعية في دعائه ـ عليه السَّلام ـ يوم عرفة. 2 . بحث "مواد الأقيسة" وهذا البحث من المباحث الهامة جداً في علم المنطق، ولكنّ المتأخرين لم يهتموا به كما ينبغي مع الأسف، وقد انفرد العلاّمة الحلي فقط في كتابه "الجواهر النضيدة" بهذا المبحث. 3 . بمعنى أنّ الآيات القرآنية تصرّح بأنّ الإذعان بوجود اللّه فطري لدى الإنسان.