( 436 ) فيستشهد بها على مختاره، ولو جمع ما أورده على الشيعة في مجال الاَحكام والعقائد لجاء رسالة حتى أنّسبّب ذلك قيام عالم بارع من علماء الشيعة(1)بنقد ما أورده على الشيعة في مناره، ونقده نقداً علمياً موضوعياً انتشر في حياة صاحب المنار، ولم يقدر السيد محمد رشيد رضا على الاِجابة عنه ثانياً. وأمّا الثاني: وهو اتهام تفاسير الشيعة بأنّها تفاسير طائفية يحاولون تطبيق الآيات القرآنية على أئمّتهم وقادتهم خصوصاً الاِمام أمير الموَمنين - عليه السّلام- فنقول: إنّ اتّهام تفاسير الشيعة بكونها تفاسير طائفية(2)يعرب عن أنّ القائل لم يفرّق بين التفسير والتطبيق، فحمل الروايات الواردة في حقّ الاِمام أمير الموَمنين كلّها على التفسير، ولم يقف على أنّ الروايات الواردة في ذلك المجال على قسمين: 1. ما يتضمّن أسباب النزول و يبيّن أنّ الآية حسب النصوص الروائية نزلت في حقّ شخص خاصّ كما هو الحال في غير واحد من الآيات الواردة في حقّ الاِمام كـ"آية الاِكمال"(3)و "آية التبليغ"(4)و"آية الولاية"(5) إلى غير ذلك من الآيات التي اعترف المحدّثون والمفسّرون بنزولها في حقّ الاِمام، فنقل ما يدعم ذلك لا يكون دليلاً على الطائفية لو لم يكن دليلاً على البخوع بالحقيقة وخضوعاً أمام الحقّ. 2. ما يتضمّن الجري والتطبيق لا بمعنى أنّ الآية وردت في حقّ فرد خاصّ، بل الآية على معناها العامّ، ولكن الرواية تشير إلى مصداقها المثالي الذي ____________ (1)العلاّمة الحجّة السيد محسن الاَمين العاملي، المتوفى عام (1373)، في كتابه "الحصون المنيعة فيما أورده صاحب المنار على الشيعة". (2)الدكتور أحمد محمود صبحي: نظرية الاِمامة لدى الشيعة الاِمامية:505. (3)المائدة:3. (4)المائدة:67. (5)المائدة:55.