( 434 ) التفاسير الشيعية في قفص الاتّهام قد تعرّفت على خدمة الشيعة للذكر الحكيم منذ رحلة صاحب الرسالة إلى يومنا هذا، ولعلّ ما مرّعليك أقلّمن معشار ما حفظته يد التاريخ ومعاجم التفسير والرجال، فحقيق على كلّمن يحب الحقّ والحقيقة تقدير تلكم الثلّة الجليلة من الاَُمّة، ومن حسن الحظ أنّه قام بذلك الواجب الضمائر الحرّة من أهل العلم والفضل شكر اللّه مساعيهم. بيد أنّ بعض المتسرّعين في القضاء أرادوا اتّهام تفاسير الشيعة بأُمور: 1. تعصّبهم لاَثبات معتقداتهم ومقالاتهم. 2. كون تفاسيرهم تفاسير طائفيّة. 3. قولهم بتحريف الذكر الحكيم. وإليك شرح تلك الاتهامات ونقدها. أمّا الاَوّل: فقد أشار إليه الدكتور الذهبي في كتابه "التفسير والمفسّرون"، واستدلّ بمواضع من تفاسير الشيعة كمسألة الروَية، والمسح على الرجلين، وحلّيّة المتعة إلى غير ذلك، حيث إنّ الشيخ الطبرسي يسعى في تلك الموارد لاِثبات مذهب الشيعة. يلاحظ عليه: أنّه لو كان ذلك أمراً خطأ فهو شامل لحال جميع التفاسير من غير فرق بين السنّة والشيعة، فانّالطبرسي ونظراءه لو أصرّوا على إثبات امتناع روَية اللّه ـ تبارك وتعالى ـ عند الوصول إلى تفسير قوله سبحانه: (لا تُدْرِكُهُ الاَبْْصارُوَهُوَ يُدْرِكُ الاََبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبير ) (1) فالرازي وهو من أئمّة ____________ (1)الاَنعام:103.