( 428 ) إنّ وفود هذا النوع من التفكير المزيج بسوء الظنّبالغيب والمعارف الاِلهية، بعث المفسّرين الاِسلاميين من سنّيهم وشيعيّهم إلى التطوير في المنهج التفسيري، وإيداع مسائل جديدة في كتبهم باحثين عنها ومخضعين إياها للمشراط العلمي، وهم في ذلك بين مُفرط ومفرّط ومقتصد، فأفرط بعض في تأويل الآيات حسب الاَُسس الطبيعية والنواميس الكونية المكتشفة، غافلاً عن أنّ هذه الآراء والمكتشفات فرضيات متزلزلة، سوف تتبدّل إلى آراء غيرها، كما فرّط بعضهم فتمسّك بالاَُصول الموروثة عن الاَغارقة حول السماء والعالم، وهناك طبقة وسطى مشوا بين الخطّين، فلم يمنعهم التعبّد بالقرآن عن التنسيق بين الوحي القرآني والنظريات القطعية الحديثة التي ثبتت بوضوح، وأيّده الحسّ والتجربة. لقد أثّرت الحضارة الغربية على المناهج التفسيرية، فأدخلت في التفسير جملة من المسائل الفلسفية والطبيعية والاجتماعية و النفسية والمسائل العائلية إلى غير ذلك ممّا تقوم عليه الحياة في هذه الاَعصار، فصار ذلك سبباً لبروز لون خاصّمن التفسير لم يكن معهوداً في القرون السابقة، كما أنّ ذلك صار سبباً لرجوع المسلمين إلى القرآن من جديد كيما يتخلّصوا بفضله من التيّارات الالحاديّة، فأُلّفت في ذلك القرن تفاسير لا يحيط بها الباحث إلاّبشدّ الرحال إلى البلاد وتسجيل أسمائها في رسالة مفردة، ولاِيقاف القارىَ على نزر يسير من الجهود العلميّة التي نهض بها علماء الشيعة في هذا القرن، نأتي بأسماء أعلام التفسير فيه ونخصّبالذكر الموَلّفين باللغة العربية.و الّتي طبعت وانتشرت في البلاد، ونترك المخطوط والموَلّف بغير اللغة العربية لضيق المجال. 104. الشيخ محمد حسين بن الشيخ باقر البروجردي، له "أسرار التنزيل"اختاره من تفسيره الكبير، وتوفّي في نيف وثلاثمائة بعد الاَلف.