( 403 ) والشيخ الذهبي موَلّف "التفسير والمفسّرون" مع عناده ولجاجه لعلماء الشيعة لم يستطع أن ينكر ما للطبرسي في كتابه "مجمع البيان" من مقدرة كبيرة في مجال التفسير. يقول: "والحقّ أنّتفسير الطبرسي ـ بصرف النظر عمّا فيه من نزعات تشيّعيّة، وآراء اعتزالية ـ ، كتاب عظيم في بابه، يدلّ على تبحّر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة، والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه في تناسق تام وترتيب جميل، وهو يجيد في كلّ ناحية من النواحي التي يتكلّم عنها، فإذا تكلّم عن القراءات ووجوهها أجاد، وإذا تكلّم عن المعاني اللغوية للمفردات أجاد، وإذا تكلّم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى الاَقوال وأفاض، وإذا تكلّم عن الاَحكام تعرّض لمذاهب الفقهاء وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء، وإذا ربط بين الآيات آخى بين الجمل، وأوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم، وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب الاِشكال وأراح البال، وهو ينقل أقوال من تقدّمه من المفسّـرين معزوّة لاَصحابها، ويرجّح ويوجّه ما يختار منها ـ إلى أن قال ـ: والحقّأن يقال: إنّه ليس مغالياً في تشيّعه ولا متطرّفاً في عقيدته".(1) ثمّ إنّ الذهبي يقول: "وإذا كان لنا بعض المآخذ عليه، هو تشيّعه لمذهبه وانتصاره له، وحمله لكتاب اللّه على ما يتّفق وعقيدته،وتنزيله لآيات الاَحكام على ما يتناسب مع الاجتهادات...". يلاحظ عليه : أنّه لو صحّت تلك الموآخذه فلا تختصّ بالطبرسي ومجمعه، ____________ (1)التفسير والمفسّرون: 2|104.